عادي
سيمفونية قلم

ليلة حب

22:57 مساء
قراءة دقيقتين
1
إيمان الهاشمي

حياتنا أحداث «فيلم سينمائي» تبدأ اللقطة الأولى من «إنتاج» الوالدين، ثم تتوالى اللقطات بحسب تواجدنا في «موقع التصوير» دون قدرة «المونتاج» على قص أو حجب المشاهد التي لا نود مشاهدتها، إلى أن يصبح «شريط» العمر جاهزاً وفقاً لسِجِل أعمالنا التي كانت من «إخراجنا»، فنحن مَن يقوم بدور «البطولة» ونحن «المُشاهد» الأهم، وبغض النظر عن «المؤثرات السمعية والبصرية» أو نص «السيناريو» المقرر علينا، يجب ألاّ نلعب دور «الكومبارس» في فيلمنا الخاص، أو أن «ندبلج» حياتنا بلغةٍ لا تعنينا، أو أن نضع «موسيقى تصويرية» بائسة، بل علينا تَقَبُّل شاشة «القدر» بلونيه الأسود والأبيض، وبالتالي يجب أن نكون لطفاء مع جميع الممثلين المساهمين في «أفيش» فيلمنا، وفي نفس الوقت حازمين مع من «يخرج عن النص» معنا، وأن نتقبل في آخر «الكلاكيت» سماع بعض النقد البنّاء أو حتى الهدّام أحياناً، فدماثة الخُلُق مهمة جداً وهي أساس الفن، لتبقى الحقيقة أن جائزة الأوسكار دائماً ما تكون من نصيب الأخلاق!

سبحان واهب المواهب وحده الخالق الوهّاب، الذي وهب موسيقار الأجيال (محمد عبد الوهاب)، أسلوب غنائه الأخَّاذ وحبال صوته الرنّانة، والتي جَعَلَتْه يُلحِّن لنفسه بأنامله الفنَّانة، وذلك على آلة العود، ليوفي جميع الوعود، حيث برع (عبد الوهّاب) باللغة الفصحى وفهم أسرارها، وأدرك صور القصائد وأحسن اختيارها، منذ لازم أمير الشعراء أحمد شوقي، ليزدهر إنتاجه الشرقي، بين الوَترِ والورقِ، فقد اختلطت الكلمات مع أحلى الألحان، وأصبحت ترنيمة على كل لسان، وانتشرت انتشاراً واسعاً بين البلدان، فتفوق على منافسيه بجدارة، واستحق اعتلاء القمة والصدارة، وحصد قلوب الجماهير، وبات من أهم المشاهير، والحقيقة أنه تأثَّر بفن (سيد درويش) الشهير بخادم الموسيقى، فقد أُعجِبَ كثيراً بألحانه الشعبية الرقيقة، وببصمة أنغامه الأصيلة العريقة، وبوسائله البسيطة الدقيقة، وبمعانيه القوية العميقة، فاتبع نهج مؤلفاته الأنيقة، والتزم بنمط أساليبه الرشيقة، وسار على خطاه بنفس الطريقة، بعدها استدار نحو الثقافة الغربية، ونهل منها ليدمجها مع العربية، ولكنه ظلَّ مُخلصاً للمقامات الشرقية ونغماتها الطربية، لتتحول حياته كمقطوعته الرائعة (ليلة حب).

هكذا عمل مع أبرز فناني ذاك الزمان، مثل أم كلثوم وشادية وأسمهان، وكذلك صباح ووردة وعبد الحليم، إلى أن جاء خبر وفاته الأليم، وهو على مشارف التسعين، لتبكيه الروح والعين.

1
محمد عبدالوهاب

الاسم: محمد عبدالوهاب

الجنسية: مصري

النشاط:موسيقي

من أعماله:ليلة حب

التاريخ:

1898 – 1991 – 93 سنة

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/56ttru9f

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"