يون فوسه وسمير غانم

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

د. حسن مدن
فوز الكاتب المسرحي النرويجي يون فوسه بجائزة نوبل للآداب، في دورتها لهذا العام يذكّرنا بالمسلسل المصري «حكاية ميزو» الذي أدى فيه الفنان الراحل سمير غانم دور «ميزو»، فيما أدت فردوس عبدالحميد دور «نفيسة» القارئة المثقفة، فلتفادي الحرج الذي سببه سؤال نفيسة لميزو عن الكتّاب الذين يحبّ أن يقرأ لهم، أجاب أنه «زهق» من كتّاب فرنسا وإنجلترا وإيطاليا وسواهم، ويفضل أن يقرأ لأدباء غير معروفين، وحين سألته نفيسة: «زي مين مثلاً؟»، أجاب ميزو: «زي الأدباء النرويجيين مثلاً»، ظاناً أن محدثته نفيسة لم تسمع بأحد منهم، ليتظاهر بمعرفة ما لا تعرفه هي.

فاجأت نفيسة ميزو بذكر أسماء من أدباء النرويج المشهورين، مثل كنوت هامسن، وسيجريد أوندست اللذين حصلا على «نوبل» للآداب، وسألته إذا قرأ لهما. فقال مندهشاً: «ايه ده! أنت تعرفي نرويجي؟»، لكن تنفس ميزو الصعداء حين أجابته بأنها لا تعرفها، ولكنها قرأت أعمالهم مترجمة إلى لغات أخرى، فواصل ميزو فذلكته: «ده انت لو قريتيهم في النرويجي تفرق أوي، أنا مش هاعرف أتناقش معاك إلا لما تبتدي تقري بالنرويجي.. أصل موسيقى اللغة النرويجية بتفرق كتير الحقيقة!».

ها هي لجنة نوبل تعيدنا إلى أدب النرويج الذي «يحبّه» ميزو (سمير غانم)، حين كسرت، كعادتها كل التوقعات، باختيار اسم لم يخطر على بال أحد، حتى إن الفائز نفسه فوجئ بإعلان فوزه، كما فوجئ ميزو بمعرفة نفيسة للأدب النرويجي، وحسب الأمين الدائم للأكاديمية السويدية فإن يون فوسه تلقى النبأ «حين كان يقود سيارته عبر الريف النرويجي»، أما فوسه نفسه فقال: «لم أتوقع أن أحصل على الجائزة اليوم»، قبل أن يستدرك: «لكن لم تكن المفاجأة كبيرة في الوقت نفسه. كنتُ أجهّز نفسي بحذر خلال السنوات العشر الماضية الى أن هذا الأمر يمكن أن يحدث».

الأكاديمية السويدية منحت فوسه الجائزة «لمسرحياته المبتكرة وأعماله النثرية التي تعطي صوتاً لما لا يمكن البوح به»، فيما قال رئيس لجنة نوبل الآداب أندرس أولسون، «إن فوسه يتمتع بحس ابتكاري من خلال قدرته على استحضار فقدان البوصلة، والطريقة التي يمكن أن يتيحه ذلك للوصول إلى تجربة أعمق».

حسب «فرانس 24» فإن يون فوسه البالغ 64 عاماً «كاتب متنوع الاهتمامات، ومن أكثر الكتّاب الأحياء الذين تُؤدى مسرحياتهم في أوروبا، نشأ في بيئة قريبة من الحركة اللوثرية التقوية، وكان ناشطاً من أجل السلام ويسارياً في الوقت عينه»، وبفوزه يصبح رابع نرويجي ينال نوبل للآداب، وكانت آخر مرة مُنحت فيها الجائزة لنرويجي عام 1928 في شخص الكاتبة سيغريد أوندست.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2s32e7hp

عن الكاتب

كاتب من البحرين من مواليد 1956 عمل في دائرة الثقافية بالشارقة، وهيئة البحرين للثقافة والتراث الوطني. وشغل منصب مدير تحرير عدد من الدوريات الثقافية بينها "الرافد" و"البحرين الثقافية". وأصدر عدة مؤلفات منها: "ترميم الذاكرة" و"خارج السرب" و"الكتابة بحبر أسود".

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"