ماذا يفعل الكاتب حين يعتزل الكتابة؟ هل يمارس هواية أخرى؟ تدور رواية «حياة الكاتب السرية» للكاتب الفرنسي «غيوم ميسو» (ترجمة رانيا الغزال) حول شخصيتين رئيسيتين، هما شخصية الكاتب ناثان فاولز الذي اعتزل الكتابة، واختار العيش بعيداً عن الناس في جزيرة، ويرفض مقابلة الإعلاميين، خصوصاً أن له رواية نالت شهرة واسعة.
الشخصية الثانية هي شخصية القارئ المعجب بناثان، والباحث عنه، ركب البحر متحملاً مصاعب السفر لتلك الجزيرة، ليجد فيلا ناثان فاولز التي بُنيت على إحدى الكتل الصخرية، وحين يراه الكاتب مقترباً من الفيلا يطلق عليه النار، ليفاجأ القارئ بذلك، وينتهي الأمر بإصابة ناثان بتمزق في قدمه استدعى حضور طبيبه الخاص، وعاد القارئ إلى عمله في مكتبة الجزيرة، ولديه رغبة في كتابة قصة عن هذا الكاتب المنعزل.
اختلف الكُتاب والنقاد حول دور الكاتب في المجتمع، لكن «غيوم ميسو» يرى أن وظيفة الكاتب أصعب مما تبدو عليه، ففي روايته «حياة الكاتب السرية» يقول: «حياة الكاتب هي الشيء الأقل روعة في العالم، أنت تعيش كالأحياء الأموات، وحيداً ومنقطعاً عن العالم، تبقى في ثوب النوم طوال النهار، وتؤذي عينيك مسمراً أمام الشاشة، وأنت تتناول البيتزا الباردة، وتتحدث إلى شخصيات خيالية ستُفقدك صوابك في نهاية المطاف، تمضي لياليك وأنت تعصر أفكارك لتكتب جملة لن يلحظها ثلاثة أرباع قرائك القلائل، هذه هي خلاصة أن تكون كاتباً».
