تحقيق: راندا جرجس
يعد مرض الحزام الناري أو «الهربس النطاقي» عدوى فيروسية تحدث نتيجة إعادة تنشيط فيروس الجدري المائي، ويستهدف على الأكثر الأشخاص فوق سن ال50، ويسبب عادة طفحاً جلدياً، والشعور بالتنميل والحكة، وحدوث عدوى بكتيرية في الجروح المفتوحة، والتهابات بالأذن والعين، وخاصة إذا كان الطفح الجلدي والبثور يحيط بتلك المناطق، إضافة إلى فقدان الإحساس في منطقة الجلد المصاب، ويظهر غالباً على جانب واحد من الجسم، ويشكل اللقاح أهم طرق الحماية من المرض ومضاعفاته، وفي السطور القادمة يتحدث الخبراء والاختصاصيون عن هذا الموضوع تفصيلاً.
يقول د.راهول تشاوداري، أخصائي الأمراض الجلدية، إن الحزام الناري أو «الهربس النطاقي» من الظواهر المرتبطة بالشيخوخة وتقدم السن، ويزيد انتشاره لدى الأشخاص من 50 عاماً فما فوق ومن لديهم تاريخ عائلي وراثي، نظراً لضعف الجهاز المناعي في هذه المراحل العمرية، كما يستهدف أصحاب الأمراض المزمنة، مثل: داء السكري، اضطرابات القلب، الربو، مشكلات الرئة، الكلى، والذين خضعوا لجراحة أو من يعانون الضغط النفسي الشديد، ومن يتناولون علاجات مثبطة للمناعة، والمضادة للسرطان أو جرعات عالية من الاستيرويد، كما يرفع من احتمالية المرض وجود المشكلات المُعدية، مثل: نقص المناعة المكتسبة أو التعافي من عدوى حديثة مثل «كوفيد- 19».
ويشير د.تشاوداري إلى أن فيروس الجدري المائي «فاريسيلا زوستر»، يعد السبب الرئيسي للإصابة بالحزام الناري، ويظهر في مختلف أنحاء الجسم على شكل تقرحات وطفح جلدي شديد، وتدوم العلامات لمدة تتراوح ما بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع، وعلى الرغم من تعافي أغلب الأشخاص بشكل كامل مع العلاج، فإن البعض يمكن أن يعانوا من مضاعفات مستمرة لأشهر أو حتى سنوات، ومن أبرزها الألم العصبي في المنطقة المصابة، وفي حالات أخرى، قد يكون فيروس «فاريسيلا زوستر» كامناً في الجسم ولا ينتج عنه أي أعراض سلبية، وينشط في مرحلة البلوغ.
أعراض وعلامات
تذكر د. مريم السويدي استشارية الأمراض الجلدية، أن الحزام الناري، هو عدوى فيروسية تسبب طفحاً جلدياً، ويمكن أن ينتقل المرض من شخص لآخر لديه نقص في المناعة، أو لم يتعرض للإصابة به سابقاً، ويتم ذلك عن طريق لمس التقرحات المفتوحة في الجلد، وتبدأ الأعراض بجدري الماء، وبعد التعافي يدخل الفيروس إلى الجهاز العصبي ويظل خاملاً لسنوات، ويمكن أن ينشط مجدداً وينتقل في المسارات العصبية إلى الجلد.
وتوضح د.مريم السويدي أن أعراض الحزام الناري تظهر على شكل ارتفاع شديد في درجات الحرارة، الصداع والشعور بالتعب، ومع تطور الحالة يُشكل خط واحد من الفقاعات المائية والبثور المؤلمة، ويغطي جزءاً من الجانب الأيسر أو الأيمن من الجذع، الوجه، أو الأطراف، ويكون مصحوباً بالتنميل او الإحساس بالوخز أو الحكة، ويصاب الجلد بالعدوى البكتيرية في الجروح المفتوحة، ويمكن الإصابة بالتهابات العين أو الأذن.
وتشير إلى أن مضاعفات الحزام الناري، تشمل الألم العصبي التالي للهربس، إرسال الألياف العصبية التالفة رسائل ألم شديدة ومبالِغة من الجلد إلى المخ، وهو الإحساس بألم شديد في المنطقة المصابة عند بعض الأشخاص بعد زوال البثور، وربما يستمر الألم لمدة طويلة تصل إلى سنوات إذا لم يتم الخضوع للتداوي من المرض في وقت مبكر.
وتلفت د.مريم السويدي إلى أن مركز السيطرة على الأمراض يوصي بأن يحصل البالغون الذين تبلغ أعمارهم 50 عاماً فما فوق على جرعتين من لقاح الهربس النطاقي للوقاية من المرض ومضاعفاته، ويجب على البالغين من سن ال19 فما فوق، الحصول على جرعتين من اللقاح، وكذلك الذين يعانون ضعفاً في جهاز المناعة بسبب المرض أو العلاج.
وأضافت: لا يضمن لقاح الهربس النطاقي عدم الإصابة بالحزام الناري في المستقبل، لكنه يعمل على خفض حدة المرض وشدة الأعراض، ويقلل من خطر الإصابة بالألم العصبي التالي للهِربس، وتشير الدراسات إلى أن لقاح «شينغريكس» يحمي الأشخاص من الإصابة بالهربس النطاقي لأكثر من سبع سنوات.
اللقاح وقاية
أكد د.ميث عطواني، أخصائي الأمراض الجلدية، أن العلاج المبكر للحزام الناري هو الأدوية المضادة للفيروسات، كما يتطلب الألم العصبي التالي للهربس أدوية مسكنة للألم وأدوية التخدير، ويعد تكرار الإصابة من سمات هذا المرض، ولذلك يجب الحرص على توفير اللقاح للذين تبلغ أعمارهم 50 عاماً فما فوق، والذين أصيبوا بالهربس النطاقي في الماضي، كما يمكن للبالغين الذين تبلغ أعمارهم 19 عاماً فما فوق والذين يعانون ضعف الجهاز المناعي بسبب المرض أو الأدوية اختيار الحصول على التطعيم، في جرعتين يفصل بينهما شهر حماية بنسبة 90٪ تقريباً خلال السنوات السبع الأولى.
