«الشهم 3» ينطلق

00:28 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

منذ اللحظة التي أمر فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بعملية «الفارس الشهم 3» لإغاثة الأشقاء في قطاع غزة، وتنفيذاً لأوامره، انطلق جسر جوي من أبوظبي باتجاه مطار العريش في مصر الشقيقة، تمهيداً لإقامة مستشفى ميداني متكامل داخل القطاع، وأقلعت يوم أمس الأول (الاثنين) خمس طائرات محملة بجميع المعدات والمتطلبات اللازمة لإقامة المستشفى وتشغيله، والذي تبلغ سعته 150 سريراً، ويضم أقسام الجراحة العامة، وجراحة العظام والأطفال والنساء والتخدير، والعناية بالأطفال والبالغين، إلى جانب عيادات تخصصات الباطنية والأسنان وعيادة نفسية، وطب العائلة، إضافة إلى خدمات الأشعة المقطعية، ومختبر وصيدلة، وغيرها من الخدمات الطبية.

ويوم أمس تواصل الجسر الجوي، حيث انطلقت ست طائرات أخرى محملة بمستلزمات المستشفى، وذلك ضمن جهود دولة الإمارات للتخفيف من معاناة الأشقاء الفلسطينيين، ودعم المنظومة الصحية التي تواجه ظروفاً استثائية حرجة، جراء حجم الدمار الهائل الذي أحدثه العدوان الإسرائيلي المتواصل الذي طال العشرات من المستشفيات والمرافق الصحية الأخرى التي خرجت من العمل إما بسبب تعرضها للقصف، وإما بسبب افتقارها للمستلزمات الطبية، وإما جراء تهديدها بالقصف، وإما بسبب انعدام الطاقة الكهربائية وانعدام الوقود اللازم لتشغيل المولدات.

تأتي هذه المبادرة الإنسانية تجسيداً لمواقف دولة الإمارات التاريخية الداعمة للشعب الفلسطيني، والوقوف إلى جانبه في الظروف الصعبة التي يعيشها، كما كانت على الدوام إلى جانبه من منطلق إيمانها بأن القضية الفلسطينية تستحق الدعم، وأن الشعب الفلسطيني يستحق العدالة والحرية والعيش بكرامة كما بقية شعوب الأرض.

إن ما يجري في قطاع غزة الآن ضد الشعب الفلسطيني هي حرب إبادة مكتملة الأوصاف وجرائم ضد الإنسانية، كما تؤكد ذلك معظم المنظمات الإنسانية العالمية، حيث هناك أكثر من عشرة آلاف ضحية، إضافة إلى الآف الجرحى الآخرين الذي لا تستوعبهم المستشفيات المتبقية، ومعظمهم من الأطفال والنساء، وتدمير آلاف الأبنية والمنازل، والمجازر المتنقلة الي تحصد الأبرياء ليل نهار.

من مظاهر الجرائم ضد الإنسانية ما ذكرته منظمة الصحة العالمية بأن «عمليات جراحية تجرى لبعض الأشخاص في غزة من دون تخدير بما فيها عمليات بتر الأطراف»، أما منظمة «أطباء بلا حدود» فقد طالبت بوقف فوري لإطلاق النار «لأن الأطباء يواجهون ظروفاً صعبة والوضع يزداد سوءاً».

ولأن دولة الإمارات هي دولة تسامح وإنسانية، وترفض كل أشكال الكراهية والعنف والحقد والعدوان، ولأنها ملتزمة بمناصرة الحق والعدالة، فإنها تبذل كل ما في وسعها لرفع الظلم والضيم، ومد يدها للشعب الفلسطيني الشقيق، وتعمل ليل نهار من أجل وقف المذبحة والتوصل إلى وقف عاجل لإطلاق النار.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3xx42zks

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"