عادي

إعادة تدوير مصانع بريطانية قديمة بالثقافة

18:04 مساء
قراءة دقيقتين
مصنع قديم تحول إلى مكتبة

بات عدد كبير من المعامل القديمة في شمال إنجلترا يحتضن أنشطة ثقافية أو يُستخدم لإقامة محال تجارية، ما يعيد ألق الأيام الخوالي لهذه المباني التي كانت في ما مضى القلب النابض للتجارة العالمية، قبل أن تُصبح مهجورة ويطالها التقادم مع تراجع الصناعة البريطانية.

فأصحاب مصانع النسيج في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر بادروا إلى تشييد مبانٍ ضخمة أرادوها شهادات «أبدية» على سلطتهم، مستلهمين في ذلك من أسماء كبيرة من عصر النهضة الإيطالية، كعائلة ميديتشي.

واستخدم هؤلاء في بناء مصانعهم «حجر يورك» الرملي المحليّ الذي تتوافر منه مجموعة متنوعة بألوان ذهبية، فرسموا بذلك معالم المشهد المُدني في وست يوركشير بالقرب من ليدز.

لكن مع الأفول التدريجي لصناعة النسيج بعد الحرب العالمية الثانية، وما نتج عنه من تراجع النشاط الاقتصادي في المنطقة، أصاب التقادم والتداعي عدداً كبيراً من رموز التاريخ الصناعي البريطاني هذه، وجرى هدم بعضها.

إلا أن أخرى أُنقِذَت وحُوِّلَت إلى مواقع ثقافية تحتضن فنانين مشهورين عالمياً كالرسام ديفيد هوكني أو المغني ستينغ.

ومن أبرز هذه الأماكن «سالتس ميل» بالقرب من برادفورد الذي كان أكبر مصنع في أوروبا لدى تدشينه عام 1853، و«بيس هول» في مدينة هاليفاكس المجاورة.

أما مبنى «بيس هول» في هاليفاكس، وهو مبنى مربع ضخم يعود تاريخه إلى عام 1779، وتتوسطه ساحة واسعة تحوطها القناطر، فكان في ما مضى سوقاً لتجارة الأقمشة، فكان مصيره مماثلاً، إذ تحوّل موقعاً للحفلات الموسيقية شهد حفلات لعدد من النجوم والفرق كمغني «أويزيس» السابق نويل غالاغر، وستينغ و«نيو أوردر» ونايل روجرز.

وبعد أن أصبح الموقع سوقاً عامة على إثر تراجع صناعة النسيج، ثم مكاناً لإقامة بعض الأنشطة، أُنقِذ من الهدم في ستينات القرن العشرين، ثم مجدداً في الثمانينات بفارق صوت واحد خلال التصويت المحلي.

غير أن المبنى استعاد رونقه بعد ترميمه بتكلفة 19 مليون جنيه استرليني (22 مليون يورو) وفكرة مديره نيكي تشانس طومسون في تنظيم حفلات موسيقية منذ عام 2018.

ونقل عن نويل غالاغر قوله إنه «كان أفضل حفل موسيقي له في الصيف»، في حين «قال نايل روجرز إن ثمة شيئاً سحرياً في هذا المكان».

وكما هي الحال مع «سالتس ميل»، سرعان ما اجتذب نجاح «بيس هول» كمكان ثقافي التجار، ما أدى إلى تحقيق عائد على الاستثمار قدره ستة جنيهات لكل جنيه مستثمر، وفقا لخبراء مستقلين، ما وفّر موارد ثمينة لبلدية المدينة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yzk6ndtr

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"