عادي

قصر ألكسان.. تحفة فريدة بعمارة إغريقية في أسيوط

22:14 مساء
قراءة دقيقتين
واجهة القصر تتميز بنوافذها المزخرفة بكرانيش دقيقة

القاهرة: «الخليج»

يطل قصر ألكسان على الضفة الغربية للنيل في مدينة أسيوط جنوب مصر، والذي يرجع تاريخ بنائه إلى بدايات القرن الماضي، مثل تحفة فريدة؛ حيث يجمع فنون العمارة الإغريقية، ما كان سبباً فى حصول صاحبه مطلع أربعينات القرن الماضي، على رتبة الباشاوية، بقرار من الملك فاروق.

 

يمتد القصر على مساحة أكثر من ثمانية آلاف متر مربع، يحتوي على طابقين، ويتميز إلى جانب معماره الفريد، بحديقته الغناء التي تحفل بالعديد من أشجار الفاكهة والموالح مثل المانجو والجوافة، والتي تزيد مساحتها على فدان ونصف الفدان، ويحيط بها سور حديدي لحماية أشجارها، ويعد واحداً من أهم القصور التي بنيت فى مصر مطلع القرن الماضي، بنظام الحوائط الحاملة؛ حيث استخدم في بنائه الطوب الأحمر والحجر الجيري، إلى جانب الطوب المضفور، ويتميز بواجهته الفريدة وما تحفل به من زخارف، شارك في تصميمها عدد من الفنانين الأوروبيين، من إيطاليا وفرنسا وإنجلترا.

واجهة القصر تتميز بنوافذها المزخرفة بكرانيش دقيقة

يتداول العجائز من أهالي أسيوط، العديد من الحكايات حول بناء القصر، من بينها القصة التي يكاد يتفق عليها كثير من المعمرين، والتي تتحدث عن صاحبه ألكسان، أحد كبار الأهالي الذين عملوا بالمحاماة فى أربعينات القرن الماضي، وتقول القصة: إن ألكسان ولد في إحدى قرى أبنوب عمل في بداية حياته، لدى حبيب باشا شنودة، أحد كبار الأثرياء في ذلك الوقت، قبل أن تنشأ قصة حب بينه وبين ابنة الباشا، فطلبها للزواج، لكن والدها رفض، بسبب الفارق الاجتماعي بينهما، إلا أن ابنة الباشا أصرت على الزواج، ليرضخ أبوها في النهاية لرغبة ابنته، ويبني هذا القصر هدية زواج لها، ربما دون أن يدري أن الأقدار تخبئ للعروسين الشابين مفاجأة.

وتقول القصة: إن الملك فاروق كان في زيارة إلى مدينة أسيوط بصحبة زوجته الملكة فريدة، لافتتاح معهد فؤاد الأول الديني عام 1939، عندما مر قبالة القصر، فطلب زيارة صاحبه، وقد وجدها ألكسان فرصة ليعرض على الملك أن يحل عليه ضيفاً تلك الليلة، فقبل الملك بعدما أبدى إعجابه بالقصر، ومنح صاحبه درجة الباشاوية.

قصر_ألكسان_باشا

يتميز القصر بواجهته الجنوبية التي تتميز بنوافذها المزخرفة بكرانيش دقيقة، وزخارف بارزة مستديرة وشكل نصف كروي، إلى جانب شرفات طائرة مغطاة بشيش خشبي، ولا ينافس هذا الجمال الفريد فى العمارة، سوى أثاث القصر الخشبي الثمين، ومعظمه من التراث الملكي القديم، إلى جانب مئات من التحف الأثرية التي تعود إلى عصور تاريخية سابقة، فضلاً عن الأنتيكات المعدنية، المزينة بالأحجار والمعادن النفيسة مثل الذهب والفضة، ما دفع وزارة الآثار المصرية إلى إدراجه فى تسعينات القرن الماضي، ضمن قائمة الآثار الإسلامية، لتقرر لاحقاً تحويل القصر إلى متحف قومي، يضم إلى جانب مقتنياته مئات من القطع الأثرية والمقتنيات الأخرى الموجودة بمحافظة أسيوط.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3ftd26c8

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"