«نتحدث كتباً».. هذا ما أخبرتنا به الشارقة الإماراتية الثقافية، عبر معرض كتابها الدولي، في دورته ال «42» خلال الفترة النوفمبرية (1 – 12)، وهكذا احتفى المعرض بجديد الكتب في مختلف حقول المعرفة والإبداع، من كل أنحاء المعمورة العالمية، وبأقلام من مختلف الأجناس والجنسيات، ومن مختلف الأعمار والمدارس الثقافية.
وهكذا شهد المعرض التاريخي الثاني والأربعون، نحو 600 حفل توقيع لإصدارات متنوعة، لعدد من الكتاب من جميع أنحاء العالم، منهم من هو ضمن قائمة القامات الثقافية المتجذرة أقلامها في المشهد الثقافي والإبداعي منذ عشرات السنين، ومنهم من هو جديد في ميدان النشر ممن يعرضون كتبهم لأول مرة في عرس ثقافي كبير، كمعرض الشارقة الدولي للكتاب، العريق بتاريخه وبصماته ومنجزاته، بفضل الرعاية الكريمة والرؤية الثاقبة لسلطان الثقافة، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
في «ركن التواقيع» الممتد في الرقعة الآهلة بالزوار من عُشّاق الثقافة، الرابطة بين قاعات المعرض.. اصطف كبار المؤلفين مع الصغار منهم، وجلس الكُتّاب، وجلس مبدعو الإمارات مع أقرانهم من مبدعي العرب والعالم، وجلست المرأة المبدعة مع المبدع الرجل، ففي ذلك الركن، يعرض الكُتّاب بضائعهم من العلوم والمعارف والإبداعات المختلفة، كما لو أنهم في «سوق عكاظ» الثقافي التاريخي العريق، وفي ذلك الركن نفسه، تظهر ملامح وشخصيات الكُتّاب، حين يجتمعون برفقة بضائعهم من الكتب مع عُشّاق القراءة والمطالعة، المولعين باقتناء الكتب بحسب أذواقهم وميولهم نحو المضامين الثقافية للكتب، وممن يُبدون ولاءهم للكتاب الورقي الذي ما يزال صامداً أمام الكتاب الإلكتروني المبحر عبر مختلف الأجهزة والوسائل التكنولوجية الحديثة.
في تلك الاحتفالية الحافلة بالمؤلفين والكُتب والقراء، تتضح شخصية المؤلفين.. من حيث سلوكياتهم، وثقافتهم، وإبداعاتهم في ما يبدعونه من كلمات الإهداء على صدر صفحات مؤلفاتهم المهداة إلى الجمهور من محبي الكتب.
وفي تلك الاحتفالية المدرجة ضمن أجندة العرس الثقافي السنوي، يتعرف معشر الكُتّاب على العديد والمزيد من دور النشر المعنية بطباعة الكتب أو توزيعها، وعلى شخصيات أصحابها. وفي ذلك العرس، ثمة صفقات تُعقد بين المؤلفين وأصحاب النشر، وثمة مشاريع تُقترح لتنفيذها في قابل الأيام سواء في الدورة القادمة لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، أم في معارض كتب أخرى سواء في داخل دولة الإمارات حيث معارض الكتب الأخرى، أم في خارجها من خلال معارض الكتب العربية بحسب الخريطة الزمنية لمعارض الكتب.
وإذن، في معرض الشارقة الدولي للكتاب بدورته الثانية والأربعين، «تحدثنا كتباً» أنجزناها بدم أقلامنا، ومداد عقولنا، وشغف قلوبنا، وبعشقنا الأبدي للإبداع والحروف.
