الشارقة: عائشة خمبول الظهوري
الاهتمام الخاص بالمواقع التاريخية، من مميزات الإمارات للمحافظة على الآثار القبلية وتجسيدها في كتيبات المستقبل، وعلى مدى عقود اكتشفت عدة مناطق أثرية تعود إلى مئات السنين، وإحدى تلك المناطق الأثرية يطلق عليها مدافن جبل حفيت. الواقعة في أبوظبي تحديداً في جبال مدينة العين، ويتجاوز عددها 500 مدفن، وهي عبارة عن مجموعة من القبور الجنائزية التي تعود إلى العصر البرونزي.
بنيت هذه القبور خلال ما يقارب 500 عام، في حين أجرت البعثة الدنماركية في عام 1959 العديد من عمليات التنقيب عن الآثار، إذ تم اكتشاف أن الإنسان استوطن منطقة العين قبل الميلاد، وتم إثبات ذلك من خلال العثور على بعض الأدوات مثل الفخار والأدوات الحجرية في جبل حفيت، واستدل على رجوع تاريخها للعصر البرونزي.
وأشارت بعض المصادر بأن قصة هذه القبور تعود إلى الإماراتيين القدامى الذين كانوا يعتقدون أن الأرواح سوف تعود للحياة بعد الموت، فدفنوا الأسلحة والحلي مع الموتى في قبورهم وبنوا القبور بالطريقة التي تتناسب مع هذا الغرض، وتم الإشارة إلى أن هذه القبور أُعيد استخدامها حتى انتشرت في حقبة العصر الحديدي.
وتحتوي مدافن جبل حفيت على غرفة دفن واحدة مبنية من الحجارة المحلية غير المتماثلة التي تجلس بشكل مهيب وجميل على قمة جبال حفيت، وتحتوي بعض هذه المقابر على بقايا هياكل عظمية وعلى العديد من المرفقات، إذ تم العثور على العديد من الأواني الفخارية بداخلها، وتم أيضاً العثور على نوعين من الخرز: خرز على شكل حبيبات صغيرة ذات اللون المخلوط بين الأخضر والأزرق وخرز مصنوع من حجارة مأخوذة من البيئة المحيطة ذات الشكل الرباعي المتساوي أو غير المتساوي الزوايا، إضافة إلى بعض الأواني المصنوعة من حجر الصابوني الأملس ومجموعة من الخناجر تعود إلى الألفية الثانية قبل الميلاد.
