أهل العزائم والعظائم

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

«على قدْرِ أهل العزمِ تأتي العزائمُ
وتأتي على قدر الكرام المكارِمُ
وتعظمُ في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائمُ»
تذكّرت هذين البيتين لأبي الطيب المتنبي في رحاب انطلاق مؤتمر الأطراف للأمم المتحدة «كوب 28» في مدينة «إكسبو دبي». وأهل العزم هنا ليسوا صورة شعرية رائعة فقط، بل هم أهل وطن عظيم على رأسه قيادة عظيمة تستقبل أكثر من 70 ألف شخصية في العالم من 198 دولة لحماية كوكب الأرض، وتوفير بيئة مناخية آمنة للبشرية في ظل تغيّرات الكوكب التي تصل حد التحديات، بل تهديد الإنسان ومستقبله بوصفه كائناً حياً منذوراً لحماية الحياة.
المناخ، والبيئة، والطاقة في الإمارات لم تكن في يوم من الأيام مجرد مصطلحات ومفاهيم معلنة في أجندات ما يسمى الحداثة، وما بعد الحداثة، بل إن المناخ والبيئة بشكل خاص في الإمارات هما جناحا ثقافة تراثية أصيلة ومفرداتها: النخلة، والصحراء، والبحر، والجبل، والسدرة، والغاف، والماء، والأفلاج، والخور، والآبار (ومفردها في اللسان الشعبي «طوي»)، ثم البيدار أو البيادير، ثم الشاطئ أو الثقافة الشاطئية (الصيد، والغوص على اللؤلؤ، والصناعة الخشبية الشعبية لقوارب صيد السمك)، ثم الأودية، والسيول والعيون في الجبال.
هذا القاموس البيئي الإماراتي في مفرداته التراثية الشعبية هو في حقيقته هوية مكانية تتألف من فضاء البحر، وفضاء الصحراء، وفضاء الجبال.
لم تتلوث هذه الفضاءات المكانية الإماراتية الواسعة لا بتداعيات صناعية، ولا بتداعيات إنشائية مادية محكومة إلى انتشار الغاز والهواء الملوث والأمكنة الملوثة. ومرة ثانية، نذكّر القارئ هنا بالمساحات الواسعة المفتوحة تحت نور الشمس في الإمارات: مساحات البحر، ومساحات الصحراء، والمساحات الجبلية، وكلها ليست مأهولة بازدحامات من أي نوع: لا ازدحامات سكانية، ولا ازدحامات آلية أو مادية صناعية.
يُضرب المثل بالإمارات في التشجير والزراعات، وفي الإمارات لا توجد عبارات مثل التصحّر والجفاف، كما لا يوجد في الإمارات حرائق غابات، ولا غبار كيميائي أو بترولي أو ما شابه ذلك.
«كوب 28» حدث عظيم في الإمارات، سهل وجميل في عين أهل العزائم والعظائم.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4nzcz8us

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"