حماة الأرض رعاة المستقبل

02:47 صباحا
قراءة دقيقتين

وطن الأمن والأمان، وطن العلم مع النجوم في الفضاء، وطن الصناعة وأمل الأجيال للمستقبل، تحفل أروقته بقيم المحبة والتسامح والسلام، ويصدح وجوده بالحضارة والاستقرار والعدالة والرخاء.

لو جمعت كل الأسماء والصفات الجميلة، وعناوين كل قيم الحياة الراقية، لوجدتها تنطق باسم دولة الإمارات العربية المتحدة التي جسدتها واقعاً، لا شعارات رنانة وإعلانات براقة.

هذا ما شهده العالم في العديد من الأحداث الوطنية والإقليمية والعالمية، ابتداء من يوم غرس القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» روح الاتحاد، ورفع رايته خفاقة ترفرف فوق الثريا، لتسابق الإمارات الزمن في رفعة ومجد طال شتى ميادين الحياة الكريمة الرصينة والمبنية على جذور صامدة من الرزانة والحكمة والريادة الرشيدة.

ولعل نداء الأرض، الذي رفع لواءه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، في «كوب 28»، في سبيل حماية الكرة الأرضية من مضار تغير المناخ؛ لهو أكبر دليل على عظمة فارس هُمام، أخذ على عاتقه مهمة نجدة الإنسانية، من كل ما يعصف بها من نكبات، فنذر حياته لأهداف سامية لا تحدها حدود، ولا تقف في وجهها السدود.

بحثاً عن ملاذ لطبيعة تئن وكوكب يختنق، جمع رؤساء الدول وملوكها على صعيد واحد، ليصدح بنداء صارخ لإنقاذ البشرية من غضب الأرض التي ناءت بثقل الإنسان، وضاقت ذرعاً بشيطنة دخان الدول الصناعية ونفاياتها، وباحت بآلام أخفقت الوعود والشعارات في تخفيفها.

تحت مظلة «كوب 28»، توحدت عقارب الساعة بجدارة العمل لا ببريق القول، لتكون خطوة عملية، تنتقل من الحديث إلى الفعل، تمثلت بإعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد عن استثمار بقيمة 30 مليار دولار، بقصد نجدة الأرض التي ترزح تحت وطأة ضغوط الإنسان.

ولأن ارتدادات التغير المناخي باتت تهدد مختلف دول المعمورة، أعطى «كوب 28» إشارة تفعيل صندوق الأضرار والخسائر، بمساهمة إماراتية شجعت دولاً أخرى حول العالم من بينها أمريكا وبريطانيا واليابان على المشاركة، محركة بذلك فكرة يبلغ عمرها نحو 3 عقود.

مبادرات إماراتية نوعية، تعبّد الطريق أمام رعاة الإنسانية وفرسان الحاضر، حاملة في جعبتها وصفة لشفاء كوكب الأرض من مصير معتم.

إن كل ما سبق ليس سوى لمحة صغيرة مما حققه قائدنا الفذ، من مشروعات لا تعد ولا تحصى، تتخطى حدود الوطن لتلامس العالم بأسره، لا يتسع المقال لتعدادها أو وصفها، أختصرها بعبارة واحدة «الإنسان أولاً».
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/79m79xuk

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"