إما العمل في المستقبل أو الاستعداد

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

من البديهي أن تكون هناك تغييرات كبيرة في آليات العمل، ومتطلبات سوق العمل، مع دخول كل هذا الزخم الهائل من التقنيات والتطورات المتلاحقة. ومن الطبيعي أن يكون هناك هاجس حول ما سيكون عليه الحال في المستقبل، ومن هنا نرى بعض المبادرات القوية الاستباقية التي تستهدف العمل في المستقبل، وهي تعني الاستعداد التام والجاهزية القصوى، بل استقبال قادم الأيام كأنها من الأيام الماضية.
وكما هو واضح، فإن العمل سيتغير تماماً، ولا يمكن أن يبقى بآلياته القديمة مع تطور تكنولوجي قوي، ولا مع ما نعيشه من حضور لافت للاتصالات الحديثة، ونموها وتوسعها الكبير. لذا، أهمية العمل في المستقبل حاضرة، وماثلة، ولا يمكن تجاوزها، لأنه من البديهي أن تظهر فرص عمل غير مسبوقة جديدة، تعتمد على التقنيات الحديثة، وعلى قوة الاتصالات والمعلومات، مثل الذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي، ولا ننسى تحليل البيانات، والبرمجة، ونحوها، ومعها تصبح المهارات التكنولوجية ضرورة ملحة، وليست تسلية أو ترفاً. 
أيضاً العمل في المستقبل يتطلب عملية واسعة من الابتكارات والمزيد من الإبداع، لأنها ستكون عملية ملحة ومتطلباً ضرورياً، وبالتالي على الموظفين زيادة معارفهم وتطوير مهاراتهم، سواء في التفكير الابتكاري، أو في حل المشكلات والتعامل معها، وبالتالي فإن تطبيق المهام الجديدة، وتوليد الأفكار المبدعة، وتشجيع الابتكار من أهم المتطلبات التي يفترض أن تميز موظفي المستقبل. ولن يتحقق هذا إلا بعملية مستمرة من التعليم، حيث سيكون ركناً أساسياً في مسيرة وظيفة المستقبل، لأن ما يميز المستقبل هو تزايد المبتكرات والمخترعات، والتطور المستمر في التقنيات والآلات والمعدات، وهذا يتطلب بالمقابل عملية تعلم مستمرة ودائمة، لذا الموظفون والعاملون الذين ينشدون العمل في المستقبل عليهم التعلم المستمر، وزيادة معارفهم بشكل دائم، بل عليهم أيضاً تنمية روح العمل الجماعي، ومهارات التواصل، وكيفية التغلب على الصراعات وإدارتها، بشكل مهني ودقيق. 
ولا ننسى أهمية التوازن بين الحياتين الشخصية والوظيفية، لأن هناك، كما هو واضح في عصرنا هذا، تلاصقاً أو دمجاً بين الجوانب العملية والخاصة، وهذا متوقع أن يتزايد، وفي نهاية المطاف هو مؤثر سلبي في الإنتاجية وفي السعادة، لذا من الأهمية التدرب والتعود على عملية التوازن بين متطلبات العمل المتعددة، والاحتياجات الفردية والأسرية. 
[email protected]
www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/vk4yx6r2

عن الكاتب

مؤلفة وكاتبة وناشرة، قدمت لمكتبة الطفل عدة قصص، وفي أدب الكبار أنجزت عدة روايات وقصص قصيرة، ونصوص نثرية. حازت على عدة جوائز أدبية.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"