عادي

متحف السويس.. وثائق حية من تاريخ البحر الأحمر

23:50 مساء
قراءة دقيقتين

القاهرة: «الخليج»

يوثق متحف السويس القومي في مصر، بما يضمه من مقتنيات نادرة، فصولاً من تاريخ منطقة القناة، ويلقي الضوء عبر عشرات من القطع الأثرية التي تحتل قاعاته الرئيسية، على ما تعرضت له تلك المنطقة الحيوية في مصر من أحداث على مر التاريخ، بدءاً من المحاولات الفرعونية القديمة للربط ما بين البحرين الأحمر والمتوسط في الأزمنة الغابرة، انتهاء بافتتاح قناة السويس للملاحة الدولية في نهايات القرن الماضي.

الصورة

ويعد المتحف واحداً من أحدث المتاحف التي أنشئت في مصر خلال العامين الماضيين، حيث سبق وأن تعرض المتحف لتدمير كبير، أثناء حرب يونيو عام 1967، ما دفع السلطات المصرية إلى نقل جميع محتوياته إلى المتحف المصري بالتحرير، قبل أن يعاد بناؤه من جديد، وافتتاحه أمام الجمهور العام الماضي، ليروي عبر مقتنياته المختلفة تاريخ مدينة السويس، التي تعد واحدة من أقدم الموانئ المصرية على ساحل البحر الأحمر، بداية من عصر ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث. ويضم المتحف ضمن مقتنياته مجموعة نادرة من الوثائق التي تروي تاريخ حفر قناة السويس، وغيرها من القنوات المائية في مصر على مر التاريخ، ودور هذه القنوات، وقد اندثر معظمها، في دعم الملاحة البحرية، مثل قناة نكاو التي كانت تربط النيل بالبحر الأحمر، وانعكاس ذلك على علاقات مصر التجارية على مر الزمان، فضلاً عن ظهور العديد من الحرف التقليدية المرتبطة بحياة البحر، مثل حرفة بناء السفن، كما يلقي المتحف الضوء على الدور الكبير الذي لعبته مدينة السويس، باعتبارها واحدة من المحطات الرئيسية في رحلات الحج على مر التاريخ القديم والحديث على حد سواء، حيث كانت تنطلق منها رحلات الحج إلى الأراضي المقدسة عبر البحر الأحمر، وصولاً إلى ميناء جدة في الأراضي الحجازية.

الصورة

ويخصص المتحف القومي للسويس، قاعته الرئيسية لتوثيق كفاح أبناء مدينة السويس ضد الاحتلال البريطاني، ويسجل عبر عشرات من الوثائق والصور، بطولات أهالي المدينة في التصدي لمحاولات احتلالها خلال معارك أكتوبر عام 1973، ويروي عبر شهادات موثقة تفاصيل تلك البطولات، خصوصاً ما يتعلق منها بحصار السويس أثناء الحرب، كما يخصص المتحف إحدى قاعاته لعرض مجموعة نادرة من التماثيل الفرعونية، من بينها تمثال للملك سنوسرت الثالث، الذي يرجع إلى عصر الدولة الوسطى، إلى جانب لوحة نادرة للملك الفارسي دارا الأول، التي تعد واحدة من أربع لوحات تذكارية تأسيسية، أمر بإقامتها احتفالاً بشق أول قناة، تربط النيل بالبحر الأحمر، كما يضم المتحف قطعة نادرة تمثل إحدى سفن أسطول الملكة حتشبسوت، التي كانت تستخدم في عمليات التبادل التجاري بين مصر والعديد من الدول المجاورة عبر البحر الأحمر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2mf6rnp8

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"