مراجعات وتصويبات في التطرّف

00:04 صباحا
قراءة دقيقتين

أيّ فخ هذا الذي وقع فيه مليارا مسلم من بينهم أربعمئة مليون عربي، طوال سنوات عدّة؟ من حقك القول: اصح يا نائم، الآن جئتَ معاتباً أفهامنا؟ الآن جئتَ منبّهاً أوهامنا؟ منذ نصف قرن كهفيّ رقيميّ، حكّت أبالسة الأفكار الشيطانية رؤوسها متهامسةً: هلمّوا بنا نختلق لهذه المئات من الملايين أحابيل من صميم دينهم، نصنع منها حيّات تسعى تلتفّ على رقابهم، فإذا هم في فتن يقتتلون، يخربون بيوتهم بأيديهم، ونحن ممّا يلاقون فرحون فكهون.
كأن عقلاء الأمّتين وقعوا مغشيّاً عليهم، كأنهم في ذهول، لم يصيحوا بقوى الإفك: نحن وديننا براءٌ ممّا تفترون. أولئك الذين تنعتونهم بالتطرف الديني، ليسوا سوى مرتزقة أنتم غسلتم مخيخاتهم، ومسختموهم فأطاعوكم في خيانة الأمّتين. لا هم فقهاء ولا هم يفقهون، ومن انجرف فانحرف فاقترف ما لا يُقترف، فلا تحمل الأمّتان وزره.
أهل التدبّر والتفكّر لم يقولوا: من أين للبيادق التي تحرّكها الأيدي الخفية، أن يكونوا أصحاب مذاهب فقهية، وهم يشوّهون أصول الدين وفروعه ويقتلون ويرتكبون كل الموبقات وينتهكون كل المحرّمات، ويدمرون المعالم والمآثر التاريخية ليمحوا ذاكرة الشعوب؟ بأيّ نهج قويم اقتدوا حتى يلتبس على أهل الذكر والنظر ما يفعلون؟ أيّ إخراج مسرحيّ مريب ذلك الذي أضفى عليهم ألقاباً وكُنىً فكأنهم من أعلام القرون الخالية؟ وهل يكفي أن يتقنّع المدسوسون المأجورون، بأبي فلان أو علان ليقتنع الناس بأن جرائمهم في حق الدين والأمّتين غدت في عداد الأمجاد والمفاخر الإسلامية؟
لم نرَ في السنين الماضية الدول الإسلامية السبع والخمسين تعقد قمّةً طارئةً موجِّهة أصابع الاتهام إلى القوى المعنية: هذه الحيل لا تنطلي علينا، فلا التطرف في ديننا، ولا الإرهاب منّا. من فم إحدى سيداتكم ندينكم بأنكم أنتم الذين زرعتم فيروس وباء الإرهاب والتطرّف، ومهّدتم التربة بتداعي حجارة دومينو البلدان، وحبالكم على جرّاراتكم. أفتخدعوننا بأسماء من تاريخ الإسلام وعمائم وعباءات، وأباطيل تخرجنا من العصر وتبدّد أحلام شعوبنا بمستقبل التنمية الاقتصادية والعلوم والتقانات وحريات الفكر والرأي والتعبير، لتنقضّوا على ثروات الأوطان؟
لزوم ما يلزم: النتيجة الحذريّة: على العيون الساهرة ألا تتصور أن الذئاب تتوب.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yz9zbmvk

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"