استأنف مؤشر ستاندر آند بورز 500 مسيرته الصعودية في شهر نوفمبر وسط تفاؤل المستثمرين المتزايد بأن البنك الاحتياطي الفيدرالي لن يرفع أسعار الفائدة مرة أخرى في هذه الدورة.
وقد أنهى مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الشهر على ارتفاع بمكاسب تقدر بنحو 9.1%، حيث تشير أحدث نقاط البيانات الاقتصادية إلى أن الاقتصاد لا يزال مبني على أساس قوي، فبيانات المستهلك الأمريكي قوية ومستويات التضخم تتجه نحو الانخفاض بشكل مطرد.
ومنذ بداية هذا العام حتى الآن ارتفع سوق تداول الأسهم حيث حقق ستاندرد آند بورز مكاسب بنسبة 20.8%، ولسوء الحظ، يتوقع المحللون والاقتصاديون أن يتباطأ النمو الاقتصادي الأمريكي بشكل ملحوظ في الأرباع القادمة، ولكن يأمل المستثمرون أن يواصل السوق زخمه الصعودي في شهر ديسمبر، وهو الشهر الذي كان تاريخياً واحداً من أقوى الأشهر لهذا العام بالنسبة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500.
هل انتهى البنك الاحتياطي الفيدرالي من رفع أسعار الفائدة؟
سيبقى العاملان الأساسيان المحركان للسوق خلال الفترة القادمة هما مستويات التضخم وأسعار الفائدة.
بالنسبة لمستويات التضخم، كشفت البيانات عن ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين خلال شهر أكتوبر بنسبة 3.2% علي أساس سنوى، متراجعاً عن أعلى مستوياته على الإطلاق التي سجلها في يونيو 2022 عند 9.1%، وعلى الرغم من هذا التراجع الكبير إلا إنه يبقى مرتفعاً عن الرقم المستهدف للبنك الاحتياطي الذي يقدر بنحو 2% على المدى الطويل.
وبالنسبة لأسعار الفائدة، ألق رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي "جيروم باول" خطاباً في حدث لصندوق النقد الدولي في نوفمبر، قائلاً: إن البنك سيبقى ملتزماً بتشديد السياسة النقدية بما يكفي للوصول إلى هدف التضخم المقدر بنحو 2%، وأضاف أننا "لسنا واثقين من أننا حققنا مثل هذا المستوى"، ومع ذلك، قال باول: إن البنك الاحتياطي في وضع يسمح له الآن باتخاذ نهج أكثر حذراً تجاه تغييرات السياسة لتقليل المخاطر على سوق العمل والاقتصاد.
فرص الركود في عام 2024
يشير نموذج احتمالية الركود الذي وضعه البنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك إلى أن هناك فرصة بنسبة 46.1% لحدوث ركود في الولايات المتحدة في وقت ما خلال الأشهر الـ 12 المقبلة.
يقول أحد المحللين: إن نمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي القوي بنسبة 5.2% في الربع الثالث هو أحدث علامة على أن الاقتصاد يتمتع بحالة جيدة، ويضيف قائلًا: "يبدو أن المستثمرين يركزون أكثر على التضخم من التركيز على النمو الاقتصادي، لكن هذا الاقتصاد لا يزال يحبط جميع الرافضين".
نظرًا للخلفية الاقتصادية الإيجابية، نعتقد أن السوق سوف يرتفع حتى نهاية العام ويجب أن تكون لدينا بداية جيدة حتى عام 2024، وهو عكس تماماً لما اعتقده الكثيرون مؤخراً هذا الصيف.
