الأمل.. رسالة محمد بن راشد

03:50 صباحا
قراءة دقيقتين
رائد برقاوي

نعم؛ إنه الأمل.. أمل محمد بن راشد وأمل الإمارات وأمل الأمتين العربية والإسلامية، بأننا قادرون على تحقيق أهدافنا رغم «كورونا» وغيرها..

بشرنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أمس أنه تم إنجاز إحدى أهم المراحل النهائية لإطلاق أول مسبار عربي إسلامي للمريخ، عبر نقله من دبي إلى محطة الإطلاق في اليابان، تحت إشراف فريق من مهندسي الإمارات في عملية استغرقت 83 ساعة من العمل المتواصل، وأكد سموه أن مسبار الأمل للمريخ سيكون قريباً.

كان «الأمل» شيئاً كبيراً عندما أعلنت الإمارات عن عزمها إطلاق أول مسبار عربي إسلامي إلى المريخ، وفخراً تدخل به دولة الإمارات إلى هذه الصناعة العلمية العالمية التي يحتكرها الكبار، ذاك العالم المتطور الذي تفصله عنا فجوة كبيرة بسبب تأخرنا نحن العرب والمسلمين عن مجاراة العلوم لقرون طويلة.

لكن الأمل، ممثلاً في مسبار إماراتي الصنع، أصبح شيئاً أكبر فخراً الآن بعد أن ضربت العالم أزمة بسبب جائحة كورونا التي شلت مرافقه وحطمت اقتصاده، وأزهقت أرواح عشرات الآلاف وهددت صحة الملايين من البشر.

لم توقف الجائحة جنود الإمارات وعلماءها عن تنفيذ خططهم بإطلاق المسبار، فتحصنوا بإجراءاتهم الوقائية ضد «كوفيد 19» وعملوا ليل نهار في المختبرات، ليكملوا مهمة كبيرة طالما وعدوا قادة الإمارات وشعبها بإنجازها، إلى أن أنجزوها أمس بإيصال المسبار إلى اليابان، استعداداً لإطلاقه إلى الفضاء في يوليو المقبل.

مسبار الأمل، كما يقول محمد بن راشد، رسالة إماراتية للجيل الجديد في عالمنا العربي بأننا قادرون.. وبأنه لا شيء مستحيل.. وبأن قوة الأمل تختصر المسافة بين الأرض والسماء.

لكن هذه الرسالة أصبحت في زمن كورونا مزدوجة، فقد كان بالإمكان الإعلان عن تأجيل الإطلاق، لكن محمد بن راشد بعزيمته أصر على الالتزام بالموعد ليقول للشباب العربي إنه بالإصرار وحده وبالعمل الدؤوب يمكن تحقيق المستحيل، فانتشار فيروس «كورونا» على شدته لن يوقفنا عن تحقيق طموحاتنا، ويمكننا التغلب على الجائحة كما تغلبنا على الصعوبات والأزمات التي واجهتنا في الماضي.

هذه هي الإمارات قيادة وحكومة وشعباً، كما عرفناها سابقاً، وكما نعرفها الآن، لاشيء يقف أمام طموحاتها أو تنفيذ أهدافها، لأن رؤيتها واضحة وعزيمتها لا تلين مهما كانت التحديات، ومها كانت المهام.. والإمارات في كل ذلك أمل العرب وفخرهم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"