عادي

الجهاز المناعي يحصن الدفاع ضد الأمراض الموسمية

22:33 مساء
قراءة 5 دقائق

حقيق: راندا جرجست

يُعد الجهاز المناعي حصن الدفاع ضد المشكلات الموسمية ويلعب دوراً محورياً في الحماية من الفيروسات والبكتيريا، حيث تعمل هذه الشبكة المعقدة من الخلايا والأنسجة والأعضاء بشكل متناغم لحماية الجسم، كونه يرسل الأجسام المضادة لمحاربة الأمراض وخاصة الشائعة في فصل الشتاء، ويحد من فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا والسعال والعطس، وفي السطور القادمة يتحدث الخبراء والاختصاصيون عن هذا الموضوع تفصيلاً.

يقول د.معاوية العليوي استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، إن تكرر إصابة الأطفال بالعديد من الأمراض التنفسية خلال فصل الشتاء بشكل شائع، وخاصة في المراحل العمرية المبكرة يحدث نتيجة ضعف أو عدم اكتمال جهاز المناعة لديهم، بالإضافة إلى أساليب حياة غير صحية، سواء فيما يتعلق بالتغذية أو نمط الحياة بشكل عام.

ويضيف: الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا والفيروس التنفسي المخلوي وكورونا تعتبر من الحالات الشائعة التي تؤثر في الأطفال باستمرار خلال فصل الشتاء، ما يجعلهم يعانون الإجهاد ويضطرون إلى تناول الأدوية والمضادات الحيوية، والتي تسبب آثاراً جانبية تؤثر في الصحة.

يذكر د.العليوي أن الحماية من العدوى تعتمد على تعزيز عمل جهاز المناعة لدى الأطفال وحمايتهم من الأمراض، عن طريق التغذية الصحية ووجبات تحتوي على العناصر الغذائية الضرورية، مثل الفواكه والخضراوات والأسماك واللحوم والبقوليات والحبوب الكاملة، والنوم الجيد لساعات كافية، والحصول على جميع التطعيمات المضادة لهذه الأمراض، وممارسة التمارين الرياضية المناسبة لعمر الطفل، والحفاظ على النظافة والعادات الصحية والابتعاد عن التدخين السلبي، وعدم الإكثار من استخدام المضادات الحيوية: يجب عدم استخدام المضادات الحيوية بشكل مفرط لتجنب التأثير في البكتيريا المفيدة والضارة، كما يفيد التعرض اليومي للشمس أو تناول مركبات فيتامين «د» ما يلعب دوراً هاماً في تعزيز عمل الجهاز المناعي والوقاية من الأمراض، ولابد من علاج الحساسية الأنفية والصدرية باستخدام الدواء المناسب مع الاستمرار على العلاج الوقائي لضبط الأعراض خلال موسم الشتاء.

آفات الشتاء

توضح د.رشا عوض أخصائية الطب الباطني، أن الجهاز المناعي يواجه تحديات متعددة في فصل الشتاء، ما يجعله أكثر عرضة للتهديدات المحتملة، مع التقلبات في درجات الحرارة ومستويات الرطوبة والتغيرات في نمط الحياة خلال أشهر الموسم البارد، ما ينجم عنه إحداث تغييرات في وظيفة المناعة، ما يعزز بيئة مواتية لانتشار العدوى.

وتضيف: يواجه كبار السن والصغار والأفراد الذين يعانون الأمراض المزمنة، وحالات صحية مثل: السرطان ومشكلات المناعة الذاتية وفيروس نقص المناعة البشرية، وأنواع معينة من زراعة الأعضاء، ضعفاً شديداً في هذه الفترة من السنة، كما تؤثر الأمراض المرتبطة بالشيخوخة وتقدم العمر في الأداء الأمثل لجهاز المناعة، وتنخفض قدرة استجابته ومواجهة العدوى.

وتلفت د.رشا عوض إلى أن تقوية جهاز المناعة في موسم الشتاء يتطلب اتخاذ تدابير استباقية، ويعد النوم الكافي بمثابة حجر الزاوية لصحة الإنسان، ما يمكن الجسم من الخضوع للإصلاح والتجديد، وتُسهل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام الدورة الدموية وحركة الخلايا المناعية في جميع أنحاء الأجهزة والأعضاء، ويوفر النظام الغذائي المتوازن الغني بالفيتامينات والمعادن اللبنات الأساسية لاستجابة مناعية قوية.

وتتابع: يلعب فيتامين «د» دوراً حيوياً في دعم وظيفة الجهاز المناعي، لذا يجب أن يتضمن الروتين الغذائي تناول الأطعمة أو المكملات الغذائية الغنية بالفيتامين، بالإضافة إلى ضرورة الحصول على الترطيب الكافي، كونه يساهم في التخلص من السموم وضمان الأداء الأمثل للخلايا المناعية، وكذلك الاهتمام بممارسات النظافة العامة مثل: غسل اليدين بشكل متكرر، لمنع انتشار العدوى، كما توفر التطعيمات السنوية ضد الأنفلونزا حماية ووقاية ضد فيروسات الشتاء السائدة.

تؤكد د.رشا عوض أن التدخلات الطبية في الوقت المناسب وخطط العلاج الشخصية والمراقبة المستمرة تُعد مكونات أساسية للرعاية الشاملة للأفراد الذين يعانون ضعف المناعة، ولذلك فإن تعزيز الجهاز المناعي بشكل فعال أمر بالغ الأهمية للعافية في فصل الشتاء، عن طريق الالتزام بعادات نمط حياة صحية والاهتمام بالاحتياجات الغذائية المحددة.

نقص المناعة

تؤكد د.أنيثا فارغيز، طبيب عام، أن عدم القدرة على إنتاج استجابة مناعية ينجم عن انخفاض الأجسام المضادة أو الخلايا المناعية أو كليهما، ويعتبر سوء التغذية والظروف غير الصحية وفيروس نقص المناعة البشرية، أحد الأسباب الشائعة، وتستهدف هذه الحالة على الأكثر الأشخاص ممن لديهم تاريخ عائلي للإصابة باضطراب نقص المناعة الأولي، ومن يعانون نقص الغلوبولين المناعي الانتقائي، والسمنة، والالتهابات الفيروسية المتكررة، ومرضى السكري ومشكلات الكلى المزمنة والكبد، والذين يخضعون للعلاج بالأدوية الكيميائية، أو زراعة الأعضاء، واضطرابات في الدم.

وتوضح د.أنيثا فارغيز أن درجات الحرارة المنخفضة أحد العوامل التي تزيد من فرص الإصابة بالعدوى والأمراض، ولا يكون الجسم فعالاً في مكافحة الفيروس، عندما يدخل الهواء البارد إلى الأنف والممرات الهوائية العلوية، ولذلك يجب الاهتمام بنظافة اليد، ارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة، التطعيم بلقاح الأنفلونزا السنوي، الحصول على قسط كافٍ من النوم بمعدل 8 ساعات يومياً للبالغين، الترطيب الكافي، وتناول المكملات الغذائية مثل فيتامين «ج» حيث يحتاج الإنسان إلى حوالي 200 إلى 300 ملجم/ يوم، وتجنب تناول العلاج الذاتي بدون وصفة الطبيب المختص، لأن الجرعة الزائدة أو الدواء الخاطئ يمكن أن يؤديا إلى العديد من المشكلات الصحية.

5 وصفات طبيعية

ينصح خبراء التغذية بوجود الأعشاب الوقائية في المنزل، وإضافتها إلى الوجبات اليومية أو تناولها كمشروب ساخن للحصول على فوائدها الصحية وتعزيز جهاز المناعة وتدفئة الجسم في الفصل البارد لأنه يتسم بانخفاض درجات الحرارة وبرودة الطقس، ولذلك لا يخلو من بعض المنغصات المرضية.

  1. يتميز الثوم بأنه واحد من أهم الأعشاب التي تدعم جهاز المناعة والأكثر فاعلية للوقاية من الأوبئة والأمراض، كونه يحتوي على خصائص مضادة للفيروسات والبكتيريا، ويلعب دوراً في توسيع الأوعية الدموية، وبالتالي الحد من الإصابة بالجلطات ودعم صحة القلب، كما يقلل من نسبة الجلوكوز في الدم، ويساعد في التئام الجروح.
  2. يحتوي الزنجبيل على مجموعة من العناصر الغذائية المفيدة لصحة الجسم، ويُصنف ضمن أحد الأعشاب الأساسية في فصل الشتاء، ويعرف الزنجبيل الجاف أو المطحون بفعاليته في تنظيم عملية الهضم ومقاومة أمراض البرد وتقوية الجهاز المناعي، ويمكن إضافة النوع الطازج منه إلى العديد من الأطعمة في هذا الموسم.
  3. يساهم الفلفل الحار في زيادة معدل التمثيل الغذائي، وبالتالي رفع درجة حرارة الجسم والشعور بالدفء، ويحتوي على نسبة هائلة من فيتامين (C)، ويُعد أحد الأعشاب المهمة في التخلص من الكحة التي تزعج الأشخاص خلال موسم الشتاء.
  4. يعتبر مشروب الكزبرة مثالياً في القضاء على السعال المزمن الذي يستمر مع مرضى النزلات الشعبية، وتتميز بذور الكزبرة بفوائدها العلاجية للذين يعانون مشاكل في الجهاز التنفسي العلوي، واضطرابات الجهاز الهضمي.
  5. تساعد القرفة على تدفئة الجسم ودعم جهاز المناعة، حيث أنها تعتبر أحد المشروبات الشائعة في فصل الشتاء، ويمكن أيضاً إضافتها إلى القهوة أو لبعض الأطعمة كالمعجنات، كما يستخدم مطحون العيدان الخشبية في التخفيف من حدة آلام المفاصل.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/4var7bth

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"