الفجيرة – محمد الوسيلة:
كشف علي عبيد الحفيتي، مدير عام أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة، عن اكتمال الاستعدادات لاستضافة ملتقى الفجيرة الدولي للعود في نسخته الثانية، التي ستنطلق في 9 يناير/كانون الثاني، لثلاثة أيام، بعد أن تميزت الأكاديمية، ونجحت في تنظيم النسخة الأولى.
أوضح الحفيتي ل«الخليج» أن الملتقى سيشهد تقديم أوبريت بعنوان «رحلة زرياب»، وهي ملحمة غنائية تمثيلية ندر وجودها في المسرح الغنائي العربي؛ حيث سيتم تقديمها بدون أي تكنولوجيا في تسجيل الأصوات، وسيكون العزف والعرض والتمثيل مباشراً بعيداً عن التسجيل من العرض الأدائي بالمسرح إلى الجمهور، بعد أن نجحنا في التغلب على كل الصعاب وحددنا مجمع زايد الرياضي لاستضافة الحدث بتقنيات متميزة.
وأشار إلى أن الملحمة ستحكي عن رحلة زرياب من الطفولة إلى الأندلس، وافتتاحه للمعهد ومساهمته في نشر الثقافة الفنية في أوروبا، وسيكون عملاً متميزاً بلا شك، فيما خُصص يوما 10 و11 يناير/كانون الثاني للعزف المنفرد للعود، بمشاركة عدد من الدول صاحبة الأعواد المختلفة إلى جانب الموسيقى الأندلسية.
- تكريم
لفت الحفيتي إلى أن الملتقى سيشهد تقديم «جائزة زرياب» كحدث متفرد؛ حيث تعدّ الإمارات ممثلة في إمارة الفجيرة أول دولة تحتضن هذه الجائزة منذ انطلاقها خارج المغرب، وسيكرم سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، الفنان خالد محمد علي الذي تم ترشيحه للجائزة، بحضور أعضاء المجلس الوطني للموسيقى، وهي جائزة كبيرة منحت في السابق لنصير شمة والعديد من المبدعين على مدى 20 سنة.
وأشار إلى أن الملتقى سيشهد خلال اليومين الأخيرين تقديم وصلات للعود المغربي والتركي والإيراني والعراقي والأردني، وهي صناعات ستقدم من خلال ورش عن الأعواد باختلافاتها، وستشارك فرق عزف فردي وجماعي على العود بصولات من السودان وسوريا وتونس والمغرب والعراق والأردن والعديد من الدول.
وعن الأكاديمية وانطلاقتها ومشاريعها الإبداعية قال الحفيتي: «أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة هي مؤسسة تعليمية رائدة، تأسست برعاية سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، كأكاديمية علمية مستقلة مالياً وإدارياً، تمّ تأسيسها بهدف تعزيز وتطوير الفنون الجميلة والإبداع، وتقديم الفنون بطريقة أكاديمية لجميع الفئات العمرية، وتطوير المواهب الفنية وتوجيه الفنانين نحو التميز، والتطور، والابتكار، وتزويدهم بجميع المعارف النظرية والعملية والتعليمية في هذا المجال، وتوفير مرافق فنية مجهزة بشكل كامل وجيد. كما تنظم الأكاديمية معارض فنية وفعاليات ثقافية؛ لتعريف الجمهور بأعمال الفنانين والمواهب الناشئة.
وشدد على أن الأكاديمية صرح علمي خاص بصقل المواهب الإبداعية أكاديمياً، ودعمهم بكل ما هو مطلوب؛ للوصول بهم إلى مراحل متقدمة في جميع الفنون المتاحة: الموسيقى والمسرح والأداء التعبيري، والفنون البصرية كالخط والتصوير والرسم والنحت، إلى جانب الآلات الموسيقية المختلفة والتصوير الفوتوغرافي، وغيرها من مجالات تشكل أساس الأكاديمية، كما تعمل الأكاديمية على رفع الذائقة الفنية لأفراد المجتمع، وإشراك طلبة الأكاديمية في الفعاليات المحلية والدولية، لإيماننا بأن الفنون أدائية وتطبيقية رغم الإطار النظري الذي وضعه الفلاسفة، لكنها في الأصل تطبيقية؛ حيث جاء منهج الأكاديمية 70 في المئة منه تطبيقي، و30 في المئة نظري؛ لأهمية أن يكون الدارس ملمّاً بالأسس العلمية والنظرية للفنون ومدارسها وتاريخها.
وقال، إن الأكاديمية بدأت في مارس/آذار 2018، ومنذ انطلاقتها قدّمت العديد من الأنشطة والفعاليات، أبرزها مسابقة العزف على البيانو الدولية، مسابقة الفجيرة للخط العربي، وحفل عود الجاز الذي قدّمه طلبة الأكاديمية، مع أقوى فرق الجاز من نيويورك، كما شاركنا في مهرجان وتريات بإيطاليا، وحصلنا على العديد من الجوائز، أبرزها في الفنون البصرية بنيل المركز الأول للسنة الثانية على التوالي، كأفضل منصة ومحتوى في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية.
وعن نظام الدراسة بالأكاديمية أوضح الحفيتي أن هنالك نوعين من الدراسة، الأول دراسات حرة بمعنى أن الطالب يتعلم، وبعد أن يتمكن من المنهج وتصقل معارفه ومواهبه يمنح «بطاقة فنان»، وهي مشروع كبير ومهمّ متاح للجميع حتى من خارج الأكاديمية، بيد أن البطاقة تمنح بشروط ولجنة مختصة.
أما النوع الثاني للدراسة فتعمل الأكاديمية حالياً على التحضير لإطلاقه في القريب العاجل، بعد الانتهاء من اعتماده مع هيئة المؤهلات الوطنية في أبوظبي، وهو في مراحله النهائية حيث من المقرر بنهاية يناير/كانون الثاني اعتماده كدبلوم موسيقى لمدة سنتين، بمعدل 1350 ساعة تشمل بجانب الدراسة مشاركات وحضوراً وورشاً وبحوثاً تشكل في مجموعها عدد الساعات، وهي أول أكاديمية تطرح هذا الدبلوم بشرط الحصول على الثانوية العامة فقط دون شرط الموهبة.
وأضاف أن الأكاديمية تقدّم برامج تعليمية متنوعة، تشمل مجموعة واسعة من التخصصات الفنية، تتميز البرامج بجودتها وتنوّعها، وتُقدّم بواسطة مدرسين وخبراء متميزين في مجالاتهم، تشمل قسم الفنون البصرية، والذي يضمّ قسم الرسم، ويشمل رسماً بسيطاً، وتحضيريّاً، ومتكاملاً، ومنظوريّاً ومتحرّكاً، قسم الخط العربي، قسم النحت والفخاريات، والزخرفة، والتصوير الفوتوغرافي، والموسيقى ويضم آلة العود، القانون، الكمان، الجيتار، البيانو، قسم الغناء، وقسم الباليه والتمثيل والمسرح والإخراج.
