قفزة إماراتية إلى القمر

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

مفاجآت الإمارات لا تنتهي، وتطلعاتها للوصول إلى الأفضل والأبعد لا تنتهي، ولا حدود لها.. هذه الدولة الطموحة المتمسكة بتحقيق كل أحلامها، ومواصلة الشموخ عالياً حتى تطال القمر، تفاجئ العالم اليوم بانضمامها إلى مشروع تطوير وإنشاء محطة الفضاء القمرية «Gateway»، لتقف بجانب الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وكندا والاتحاد الأوروبي، وسترسل أول رائد فضاء إماراتي، وطبعاً عربي، إلى مدار القمر. 
كنا نعتبر الوصول إلى الفضاء والمريخ حلماً تحقق حاملاً معه أحلام العرب جميعاً، والتحليق عالياً جداً، فشعرنا كأنها تحقق بهذا الإنجاز حلم كل عربي، وليس كل إماراتي فقط، وكنا نسأل أنفسنا «وماذا بعد؟»، وها هو الرد يأتي بقفزة جديدة ومهمة، وعالية جداً. 
الإمارات شريك في مشروع بناء محطة الفضاء القمرية، أول محطة قمرية في تاريخ البشرية، وكما يقولون إنه سيكون أهم الإنجازات العالمية في القرن الحادي والعشرين، أي أنها ستكمل رحلتها في مجال تطوير علوم الفضاء، والمساهمة الفعلية في تحقيق التقدم فيها، بما يخدم مستقبل البشرية والحياة على كوكب الأرض. 
قفزة جديدة في مشوار الإمارات المملوء بالإنجازات والتحديات المثمرة، وبالقرارات الواعية التي تحرص على ترسيخ اسم هذه الدولة بجانب أسماء كبار الدول الساعية إلى تطوير العلوم من أجل خدمة البشرية، وبناء مستقبل أفضل للأجيال المقبلة. 
قد لا نفهم في علم الفضاء، وفي هذه المشاريع الضخمة والهدف من ورائها، لكن يكفي أن نفهم أن محطة الفضاء القمرية ستعمل «كمركز محوري للبحث العلمي المتقدم، لكونها تسمح بدراسة جيولوجيا القمر، والفيزياء الفلكية، وآثار الحياة في الفضاء لمدة طويلة، ما يسهم بشكل كبير في تطوير فهم متكامل ومعمق حول علوم الفضاء»، ومن خلالها ستشارك الإمارات في تطوير وحدة معادلة الضغط، وتتولى تشغيلها لمدة قد تصل إلى ١٥ عاماً، قابلة للتمديد، على أن يتم إطلاق أول أجزاء المحطة العام المقبل، ٢٠٢٥، يليه إطلاق «بوابة الإمارات» في عام ٢٠٣٠. 
لا شيء مستحيل، ودائماً هناك أمل في تحقيق الأحلام، هذا ما يتعلمه المتأمل لمسيرة هذه الدولة، وإنجازاتها، وقفزاتها، بل وتحدياتها التي لا تعرف سقفاً لطموحاتها، ولا تتراجع عن تحقيق الخطط المدروسة، لذلك تعتبر مثالاً يحتذي به الشباب، يتعلمون منها التمسك بالحلم، والسعي نحو تحقيقه، والتقدم باستمرار، وعدم الاكتفاء بإنجاز واحد والاسترخاء من بعده كأنه نقطة النهاية، بل إن الوصول إلى الهدف يكون دائماً في عين الإمارات هو نقطة البداية لمرحلة جديدة، وقفزة أبعد.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/255pury8

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"