البعض من الأمهات والآباء شديد التعاطف مع أطفالهم، وهذا أمر فطري دون شك، لكن الشفقة والتعاطف والرحمة، المبالغ فيها، قد تكون ضارة، بالطفل نفسه، لأن هذه المشاعر، تجعلنا دون أن نشعر، نقيم مظلة قوية عليهم، مظلة حماية، تغطي عيوبهم، وأخطاءهم، وتمنع عنهم كل ما يغضبهم، أو يسبب الزعل لهم، وبالتالي هم يفتقرون للخبرات، والتجارب الحياتية الثمينة، بل إن هذه الحماية، تمنع حتى رؤيتهم وسماعهم لكل ما يفيدهم، وما يزيد خبراتهم.
تصبح الأم والأب وكأنهما سدود من الحماية، في كل مجال من مجالات المجتمع، حيث يلتمسان الأعذار لطفلهما بسبب تقصيره، أو يضعان اللوم على الآخرين، عندما يخطئ طفلهما، والسؤال: أي تربية، وأي مفاهيم قد يتعلمها طفل يجد الحماية الدائمة، وعدم السؤال وعدم المحاسبة؟ ينمو هذا الطفل، على هذه المفاهيم، وتصبح تلك الحماية وكأنها حق دائم، ويعتبر أن الحياة تسير بهذه الآلية.
الدكتور جيفري بيرنشتاين، أخصائي نفسي، يتمتع بخبرة، تتجاوز 30 عاماً في تقديم الاستشارات والتدريب للأطفال والمراهقين والأزواج والأسرة، وهو أيضاً مؤلف وكاتب ومحاضر ومتحدث، يقول: «غالباً ما ينشأ الأطفال المتميزون مع شبكة أمان تحميهم من العديد من مصاعب الحياة. ونتيجة لذلك، قد لا يطورون مهارات المرونة والتكيف اللازمة للتغلب على التحديات بفعالية. وعندما يفشلون، قد يكافح البعض من أجل التعافي والتكيف، لأنهم ربما لم يطوروا المرونة العاطفية والنفسية اللازمة للمثابرة خلال الشدائد. قد يتطور لدى الأطفال المتميزين شعور بالاستحقاق وتوقعات غير واقعية بشأن النجاح. وقد يعتقدون أن النجاح يجب أن يأتي بسهولة، وعندما يواجهون عقبات، قد يصابون بالإحباط، أو خيبة الأمل، أو يستسلمون بسرعة كبيرة. وهذا يمكن أن يؤدي إلى ضعف الإنجاز أو الافتقار إلى الدافع للعمل الجاد لتحقيق أهدافهم. عندما تتم تلبية احتياجات الأطفال البالغين، بشكل جيد ويتاح لهم الوصول إلى الموارد دون جهد، فقد يفتقرون إلى الدافع الجوهري للنظر بشكل هادف في تحقيق أهداف ذات معنى. يمكن أن يؤدي هذا الافتقار للحافز إلى الافتقار للاتجاه في الحياة، مما يؤدي إلى الفشل أو ضعف الإنجاز، حيث قد لا يجدون المسار الذي يتناسب حقاً مع اهتماماتهم وعواطفهم».
من المهم علينا كأمهات وآباء منح أطفالنا مساحة للتحرك، من خلالها تزداد خبراتهم وعلومهم وتجاربهم. التحدث نيابة عن طفلك فيه حرمان له من حق حياتي مشروع يتعلق بالخبرة والتجربة والخطأ.
