نحتاج إلى الهدوء النفسي والعقلي

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

مع كل هذه الضغوط الحياتية، ومع كل تلك الأشغال والمهام والأعمال التي لا تتوقف، ولا تبطئ من زخمها وقوتها، مع الارتباطات والواجبات الاجتماعية، التي لا تنتهي، تصبح حياتنا، وكأنها عبارة عن مراحل، أو كأنها سباق، تصل لمحطة، وليس لخط النهاية، حيث تعتقد أن عملية الركض انتهت، لتفاجأ بأنها مجرد مكان توقف، لتستعد سريعاً لمعاودة الركض.

في ظل هذا التدافع والهرولة، نحتاج فعلاً لمحطة راحة، محطة استرخاء، لنخفض التوتر والقلق، والضغط، المتراكم والمتزايد بسبب كل تلك الهموم والواجبات والأعمال والأنشطة التي لا تتوقف. إن أمراضاً مثل ارتفاع ضغط الدم، وزيادة ضربات القلب، وضخ الدم في العضلات، وغيرها الكثير، هي نتيجة طبيعية للضغوط اليومية التي نتعرض لها.

ومن هنا يحضر الاسترخاء، والحاجة له، وببساطة متناهية نحتاج الى الاسترخاء، لأنه يقوم بدور المحسّن، أو العامل أو الأداة التي تساعدنا على مواجهة تلك الضغوط، كأننا بالاسترخاء نعيد شحن البطارية، ونقوي حضورنا الذهني والنفسي.

لذا تظهر الحاجة للاسترخاء وممارسته بشكل دوري وبانتظام، بل نحتاج لتنمية معرفتنا بمتطلباته، وأدواته وتطوير مهاراتنا فيه. وقد تحدث علماء النفس، والمتخصصون في مجالات السعادة، وإدارة الضغوط الحياتية، عن جملة من المهارات والممارسات التي من الممكن أن تؤدي للاسترخاء وتساهم في منحك الفائدة، مثل: التنفس بعمق، وبشكل واع، بمعنى تتنفس بهدوء، والتنفس يساهم في تقليل ضربات القلب، ويخفض ضغط الدم، وفضلاً عن فائدة التنفس، في منحك شعوراً بالاسترخاء، فإنه يؤدي لصرف ذهنك عن مصدر القلق أو يبعدك عما سبب توترك.

أيضاً من العوامل الاسترخاء التخيلي الإيجابي، وهو من أهم الطرق، بواسطة هذه المهارة يمكنك أن تهدئ العقل، من خلال استعراض صور وذكريات ومواقف جميلة، تبعدك عن التوتر، وتجلب لك الهدوء، حيث يمكن اختيار مكان ملائم يتميز بالهدوء، وممارسة التنفس، ومنح عقلك مساحة للخيال، في كل ما هو إيجابي، أيضاً يمكنك ممارسة النشاط الجسدي، ومعظم الرياضات، أو الحركة بصفة عامة، لها أثرها الكبير في عملية الاسترخاء والتخفيف من التوتر، خاصة عندما تمارس رياضة مثل المشي في أجواء جميلة.

نحن بحاجة ماسة لفهم الطرق والمهارات، التي تساهم في تخفيف التوتر، وتبعدنا عن القلق، والشد العصبي، نحتاج للهدوء، لأن مهام الحياة، لن تتوقف، والأعمال لن تنتهي، والمطلوب هو أخذ زمام المبادرة، والتوقف لالتقاط الأنفاس، وتعلم كل ما يجلب الهدوء النفسي والعصبي والعقلي.. والاسترخاء يحقق كل هذا.

[email protected]

www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/mras23xz

عن الكاتب

مؤلفة وكاتبة وناشرة، قدمت لمكتبة الطفل عدة قصص، وفي أدب الكبار أنجزت عدة روايات وقصص قصيرة، ونصوص نثرية. حازت على عدة جوائز أدبية.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"