«حزب البديل».. إذا فاز

01:39 صباحا
قراءة دقيقتين
2

فيما تكشف استطلاعات الرأي ارتفاع شعبية «حزب البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف، واحتمال فوزه بأكبر نسبة أصوات في ولاية سكسونيا في شرق البلاد، وذلك قبل نحو تسعة شهور من الانتخابات البرلمانية في هذه الولاية، وارتفاع عدد أعضائه إلى أكثر من 40 ألف عضو، أي بارتفاع 30 في المئة مقارنة بعام 2022، فقد فجّرت زعيمة الحزب أليس فايدل قنبلة من النوع الثقيل بإعلان عزم الحزب إجراء استفتاء على خروج ألمانيا من الاتحاد الأوروبي إذا وصل إلى السلطة، معتبرة خروج بريطانيا من الاتحاد عام 2016 «نموذجاً لألمانيا».

ومن المقرر إجراء الانتخابات التشريعية المقبلة في عام 2025، وسيقدم «حزب البديل» مرشحاً لمنصب المستشار لأول مرة.

التقدم المتسارع لهذا الحزب يثير ذعراً حقيقياً بين الأحزاب الألمانية الرئيسية وفي الأوساط الشعبية التي ترفض توجهات الحزب اليمينية التي ترى في الاتحاد الأوروبي «مشروعاً فاشلاً وغير قابل للإصلاح»، كما يخطط لطرد المهاجرين من ألمانيا باعتبارهم عبئاً على الشعب الألماني، ويعتبر أن ألمانيا مهددة ب«الأسلمة وأن الإسلام منافٍ لدستور البلاد».

هذا الموقف أثار حفيظة «المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا» ووصفه بالموقف «النازي»، فيما أعرب المستشار أولاف شولتس عن قلقه من الصعود القوي لليمين المتطرف، وقال «يجب أن نقلق حيال هذا الشأن، الأمر يتعلق بالدفاع عن الديمقراطية وسيادة القانون»، ودعا شولتس «الجميع إلى اتخاذ موقف من أجل اللحمة والتسامح ومن أجل ألمانيا الديمقراطية»، وذلك فيما كشف تحقيق للمنظمة الاستقصائية الصحفية «كوريكتيف» أن قياديين من حزب البديل اجتمعوا مع شخصيات يمينية متطرفة من بينهم قيادات نازية ورجال أعمال، بعضها من النمسا، في مدينة بوتسدام الألمانية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وناقشوا خطة لطرد ما يقارب مليوني مهاجر من «غير المندمجين»، بما فيهم ألمان من ذوي أصول مهاجرة. ووصفت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر هذا الاجتماع ب«مؤتمر وانسي الرهيب»، حيث خطط النازيون لإبادة يهود أوروبا في عام 1942.

وفي مواجهة هذا المد اليميني، تظاهر خلال الأسبوع الماضي نحو ربع مليون ألماني في مختلف أنحاء البلاد، وكانت التظاهرة الكبرى في فرانكفورت حيث تجمّع نحو 35 ألف متظاهر رفعوا لافتات تقول «الدفاع عن الديمقراطية.. فرانكفورت ضد حزب البديل من أجل ألمانيا»، وفي هامبورغ رفع المتظاهرون لافتات كُتب عليها «فليخرج النازيون».

هناك مخاوف حقيقية من «حزب البديل من أجل ألمانيا» باعتباره يمثل تياراً معادياً لكل القيم الألمانية القائمة على التعددية والتسامح والديمقراطية، ويذكّر الشعب الألماني بالعهد النازي الذي عاش مآسيه، خصوصاً ما يتعلق بمعاداة المهاجرين والمسلمين، وإخراج ألمانيا من بيئتها الأوروبية، لذلك تصاعدت الدعوات من أجل التعبئة العامة ضد هذا الحزب، والدعوة إلى فرض حظر عليه بموجب الدستور الألماني بعد مرحلة النازية، باعتباره «ينتهك النظام الديمقراطي الذي بُني بطريقة تمكّنه من الدفاع عن نفسه»، كما يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة برلين الحرة الدكتور كارستن كوشميدر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/mvhbambh

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"