التحول الرقمي نحو التعليم

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

لا شك أن من أول القطاعات تأثراً بالتقدم التكنولوجي والثورة الاتصالية، قطاعَ التعليم، الذي شهد في هذا المجال قفزات كبيرة، ولا غرابة في أن يكون التعليم سابقاً في الأخذ بهذه التقنيات وتوظيفها لخدمة العملية التعليمية، فهو المؤسس، أو المنتج، لهذه الثورة الاتصالية.

ظهر ما يسمى التحول الرقمي نحو التعليم، أو استخدام التقنيات الاتصالية في العملية التعليمية، وبات يتردد صداه على نطاق واسع في مختلف المجتمعات، وهو يستهدف الأخذ بالتكنولوجيا الحديثة وتوظيفها لخدمة العملية التعليمية، لتكون مخرجاتها أكثر جودة ومهارة.

تطوير العملية التعليمية للأخذ بالتقنيات الحديثة، سيُسهم في وصول الطلاب ومعلميهم، لمصادر معرفية وثقافية، غزيرة ومتنوعة، وهو ما تفعله شبكة الإنترنت اليوم؛ حيث أتاحت الإمكانات الهائلة للتعليم عن بعد، واختيار الوقت المناسب للتعلم، وخرج مفهوم التعليم عن النمطية المكانية والزمانية، وحافظ على وهجه وحضوره وقوته.

تكنولوجيا التعليم، ساهمت في تحويله لعملية بسيطة ومشوّقة، حيث دخلت التقنيات الحديثة من خلال التطبيقات، والأدوات التعليمية الحديثة، فجعلت من التعليم فعلاً مشوقاً يتميز بالتفاعل والأنشطة المشتركة، فضلاً عن هذا منحت المعلمين، الإمكانات لتقديم الملاحظات، والمتابعة الدقيقة، وتقديم الدعم. ولا ننسى أن التحول الرقمي للتعليم، ساهم في انتشار العملية التعليمية؛ حيث جعلها مشاعة، وتصل لمختلف المواقع من العالم، لم يعد تواجد المعلمين والأبنية، متطلبات للتعليم، حيث يمكن للطلاب التعلم، في أي موقع، وفي أي لحظة زمنية، وهذا جعل المناطق النائية تتفاعل، وتندمج مع الحراك البشري، وتكون على مستوى معرفي. على سبيل المثال، يمكن الالتحاق بدورات مهمة جداً، تبثّ على شبكة الإنترنت مجاناً، وحضورها من أي موقع في العالم، بل يمكنك حضور هذه الدورات مباشرة أو مشاهدتها فيما بعد، وهذه الميزة مكنت الناس، من التطور المعرفي والنمو الثقافي.

ومع هذا فإن التحول نحو التعليم الرقمي، لم يكتمل على الأقل في مجتمعات دول متعثرة اقتصادياً، من أهم تلك التحديات التي تعيق انتشار التعليم الرقمي، صعوبات في بعض قطاعات التعليم من التأقلم مع التقنيات الحديثة. وكما هو معروف فإن التطور التكنولوجي متسارع، وقد لا تستطيع بعض الدول، اللحاق بتلك القفزات، ومجاراتها. ولا ننسى أن شبكة الإنترنت، نفسها في بعض المجتمعات متعثرة وتعاني صعوبات. دون شك أن النجاح في استخدام التقنيات الحديثة، في مجالات التعليم والمعرفة، سيُسهم في انتشاره، وتطور مخرجاته، وهي غاية كل مجتمع وهدف كل إنسان.

[email protected]

www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/mrxxfs6p

عن الكاتب

مؤلفة وكاتبة وناشرة، قدمت لمكتبة الطفل عدة قصص، وفي أدب الكبار أنجزت عدة روايات وقصص قصيرة، ونصوص نثرية. حازت على عدة جوائز أدبية.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"