حوارية الحلول الموسيقية

00:08 صباحا
قراءة دقيقتين

قلت للقلم: هل لديك أفكار جديدة يمكن أن تحرّك المياه الراكدة في الموسيقى العربية؟ قال: أتطلب مني هذا، بينما «أهل المغنى» أنفسُهم لم تَملَّ نفوسهم الموسيقى بلا معنى؟ أنت كأنك تخاطب أوساطاً فنيّة خارج الأرض، خارج المنظومة والمجرّة. تارةً ترجو الموسيقى الجادّة العارفة العالمة، من عالم عربي لا يملك ولا حتى مركزاً واحداً للعلوم الموسيقية (الموسيقولوجيا) له صوت وصدى؟ أربعمئة مليون عربي لا يحظون بمؤسسة لبحوث التطوير الموسيقي؟ وتارةً تغفل عن أن التنمية عاثرة في جلّ البلاد العربية، فكيف يتسنّى للموسيقى أن تلتفت إليها الميزانيات لفتةً كريمة؟ حتى المشتغلون بالدراسات الاجتماعية لا يتساءلون عن الكارثة الفنية التي مُنيت بها موسيقانا، فوقعت من حالق سامق شاهق، من أساطين العقود الثالث والرابع والخامس من القرن الماضي، إلى مستوَيات غير مستوِيات، سحيقة لا قرار لها، أفلديك جواب؟ قلت: أنت رسمت في ذهني مشهداً كاريكاتوريّاً: تخيّل قاعة جمهورها كبار الموسيقيين والحناجر الذهبيّة وشعراء الأغنية، في العقود الثلاثة التي ذكرتَها، وإذا بالمطربات والمطربين هم أصحاب: «ركّبني المرجيحة»، «إسّح إدّح إمبو»، «أركب الحنطور واتحنطر»... يقيناً، المجال لا يتسع بأيّ حال لذكر المئات من الحاضرين، لكن بإيجاز: جلّ الذين شاركوا في مؤتمر الموسيقى العربية بالقاهرة 1932، مع نخب من المفكرين والأدباء وأساتذة الموسيقى والنقّاد. منهم من حوقل ومنهم من عوذل (أعوذ بالله)، ومنهم من عدّها من علامات الساعة، أمّا الذين طفح بهم الكيل فيبدو أنهم هم من ألهم ذلك العراقي ما فعله ببوش الابن.

قال: سرحتَ بعيداً، بينما أنت سألتني أفكاراً لتحريك المياه الموسيقية. لقد خطر لي أن في البلاد العربية عدداً كبيراً من الموسيقيين الأكاديميين الجادّين، في حالة انعدام الوزن. لا شك في أن التعويل على تلك المؤسسة الموسيقية التابعة للجامعة العربية، إضاعة وقت. على تلك الصفوة أن تؤسس مركزاً افتراضيّاً على الشبكة، تنشئ فيه بنك أفكار للدراسات النغمية والتطوير. سيكون جدول الأعمال جداول متوازية. من بين الإنجازات المأمولة، نشر الوعي الموسيقي بفضل الثقافة الموسيقية الجادّة، عبر محاضرات وندوات وحوارات في الفضائيات، لعلّ هذه تتخلى عن البث المعيب لهذا الفن الرفيع. جداول الأعمال حافلة نفصّلها لاحقاً بإذن الله.

لزوم ما يلزم: علاج الهبوط يحتاج إلى رافعات.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/58smkask

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"