نسمع كثيراً عن الآثار السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي، بل هناك تحذيرات متعددة، من الوقوع في فخ بعض التطبيقات التي تستنزف الوقت، وتسلب الطاقة الذهنية، وبلا فائدة حقيقية. والكثير من تلك التحذيرات يكتسب المصداقية، وله أرضية يقوم عليها، فهو لم يصدر من فراغ، بل هناك حالات إدمان على مواقع التواصل الاجتماعي. عدد من المختصين في علم النفس والعلوم الاجتماعية والطبية، حذروا وتحدثوا عن مثل هذه الحالات، بأنها تسبب التشتت، وتضعف العلاقات الاجتماعية الواقعية، وأنها قد تقود إلى العزلة، والوحدة، والمشاعر السلبية.
هناك مشكلة أخرى قد تسببها مواقع التواصل الاجتماعي، وهي بعض الرسائل السلبية الموجهة للفرد، حيث يرى المستوى المعيشي لبعض المشاهير، ويبدأ في مقارنة حياته بهم، ومن هنا تظهر علامات عدم الرضا عن الذات، والاكتئاب والقلق والتوتر، وهي حالات نفسية مرضية. ولا ننسى المحتوى نفسه الذي قد يعرض ويبث على البعض من حسابات تلك المواقع، مثل مشاهد عنف، أو مشاهد تبث الكراهية، أو حتى نشر معلومات غير صحيحة وكاذبة، تعطي آمالاً زائفة، ومثل هذا المحتوى مؤذ للنفس والعقل، وقد يسبب قلقاً واكتئاباً، وعدم ثقة في الناس.
وهناك الكثير من التحذيرات، وأيضاً التنبيه عند تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، وحساباتها المتعددة، ومع هذا فإن تلك المواقع لا تخلو من الفوائد، ولا من المكاسب المعرفية والثقافية والاجتماعية، على سبيل المثال، البعض من مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات الاتصالات، قد يساهم في تقوية الروابط الاجتماعية، ويمكن من البقاء على اتصال بالأصدقاء وأفراد العائلة، ولا ننسى أن هذه المواقع وتطبيقات الاتصالات، تستند إلى مميزات يمكن توظيفها لتنمية اهتماماتنا العلمية أو الوظيفية أو المعرفية، حيث تمكننا من بناء مجتمع من الأشخاص المميزين في مجالات نحتاج إليها أو نستهدفها، فنكتسب منهم الخبرة والمعرفة اللازمتين. في اللحظة نفسها فإن هذه المواقع تسمح بأن تشارك أفكارك وتعبر عن تطلعاتك، وتقوي الشخصية والثقة بالنفس. وتمدنا بالمعلومات المهمة الموثقة، التي قد تبث على بعض مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تكون مفيدة وتبني معرفة تساهم مستقبلاً في الدفع بنا نحو الأمام.
يصح القول بأن مواقع التواصل الاجتماعي، وتطبيقات الاتصالات ونحوها، هي وفق إدارتك، ووفق اهتماماتك، إن ركزت على المحتوى الإيجابي، وتجنبت المحتوى المضلل والزائف أو السلبي، وأحسنت في إدارة وقتك، فإنها ستكون إيجابية ومفيدة، وتستفيد منها، وتكتسب الكثير من الثقافة والمعرفة.
