«الإصدار الأول» مستقبل القلم العربي

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

في ربيع هذا العام، بعد شهور قليلة، يتسلم 18 كاتباً عربياً جائزة الشارقة للإبداع العربي «الإصدار الأول»، وسط احتفاء إماراتي عربي بهذه الإبداعات الشابة من مختلف البلدان العربية في القصة والرواية والشعر. وكما هو معروف، لا تقتصر هذه الحفاوة التكريمية على توزيع الجوائز المستحقة، بل هناك قراءات شعرية، ولقاءات متبادلة بين الكتّاب العرب والكتّاب الإماراتيين والكتّاب العرب المقيمين في الدولة.

أسّست دائرة الثقافة في الشارقة، ضمنياً، دائرة نشرية عربية ضمّت مئات العناوين، بل آلاف الإصدارات في الأدب القصصي والروائي والشعري، وفي المسرح، والنقد، والتشكيل، والترجمة، وأرجو أن أكون دقيقاً إذا قلت إن الحصّة الأكبر من هذه العناوين والإصدارات ذهبت للأعمال الفائزة في جائزة الشارقة للإبداع العربي «الإصدار الأول».

وهنا، أتوقف عند البُعد الرمزي والمعنوي المتعلّق بِ «الإصدار الأول» وهو إصدار بالغ الأهمية الثقافية والمعنوية بالنسبة للكاتب العربي الشاب الذي يُعَوّل بينه وبين نفسه على كتابه الأوّل هذا وهو يضع ذاته الكاتبة على أولى خطوات طريق الكتابة، الطريق الأجمل دائماً للشعر أو القاصّ أو الروائي، ولنسمّه، طريق الأمل.

دائرة الثقافة في الشارقة تحقق هذا الأمل الأوّل للكاتب العربي الشاب من حيث النشر والتوزيع والتكريم.

كان الكاتب العربي الشاب يمشي على الشوك في بداية حياته ليصل إلى ناشر محترم يتبنّى طباعة مجموعته الشعرية أو القصصية الأولى، وسيكون هذا الكاتب محظوظاً إذا وجد ناشراً لا يأخذ منه نقوداً لطباعة كتابه.

يتساءل الناشر بطبيعة الحال: كيف لي أن أغامر وأنشر كتاباً لشاعر مبتدئ أو واعد؟ مع تحفّظي الشخصي على هذين الوصفين، غير أن هذه الحقيقة إنما هي قائمة ومعروفة عند الكثير من الناشرين العرب.

تأتي دائرة الثقافة في هذه الحالة، وترحّب بالإصدار الأول بالذات. تتبنّاه، وتدعمه، وتكرّمه، وهي ظاهرة تكريمية بالدرجة الأولى هي في الأصل رؤية ثقافية مبدئية في مشروع الشارقة الأدبي، والنشري، والجمالي.

الإصدار الأول ولادة ثقافية إبداعية والدائرة ترعى هذه الولادة، لتأخذ بيد الكاتب العربي الشاب إلى مستقبل قلمه، إلى حيث يحقق ذاته الكاتبة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/59nnp27f

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"