لا شك في أن التعامل مع المعلومات، والبيانات المتتالية المتزاحمة المتوالية التي لا تتوقف عن التدفق، أمر حيوي ومهم جداً، وهذه الأهمية ماثلة منذ القدم، لكنها تكتسب في العصر الحاضر، أهمية أكبر، لأنها متوالية وكثيفة، وسريعة الحضور والتراكم، وهذا طبيعي في ظل ثورة الاتصالات، والتطور التقني والتكنولوجي الهائل الذي تعيشه البشرية.
يصح أن نسمى هذا العصر بعصر البيانات، فهو عصر محمل فعلاً بالبيانات والمعلومات الضخمة، ومن هنا ظهرت الحاجة، أولاً إلى حفظ هذا الكنز المعلوماتي الهائل، وكيفية التعامل الأمثل معه، وإدارته الإدارة الصحيحة الرشيقة التي تحقق الفوائد، وتمكنا من الاستفادة من هذه المعلومات والبيانات، في الوقت المناسب، لإنجاز العمل المناسب.
أما الثاني، فيتعلق بحماية المعلومات والبيانات مهما كان نوعها، من خلال الأنظمة التي نستخدمها. ولا شك في أن حفظ المعلومات، يتطلب معدات وأجهزة مناسبة، والحال نفسها في مجال الحماية، حيث نحتاج إلى برامج وتطبيقات الحماية.
وهنا جانبان اثنان، الأول يتعلق بالأفراد، أما الثاني فيتعلق بالمؤسسات ومقار العمل. على مستوى الأفراد، فالتعامل مع البيانات والمعلومات التي تصلهم، هو جانب خاص، ويختلف من شخص إلى آخر، هناك من يولي هذا الموضوع العناية والاهتمام، وتجده ينظم المجلدات، ويعرف تماماً ما الذي يقوم بحفظه، وما الذي يبادر لحذفه، وهناك من تجده مهملاً، فتتراكم الصور والمقاطع والمستندات لديه، لأنه يقوم بتحميلها، بحجة أنه قد يحتاج إليها، وهذه الحالة نجدها ماثلة حتى على الهواتف الجوالة، البعض لديهم المساحة مملوءة بالكامل، وهناك من عندهم مساحة واسعة، لأنهم يعرفون كيفية إدارتها، الحال نفسها، في مجال الحماية، فالبعض لا يقوم إلا بالتحميل من مواقع موثقة، وهناك بطبيعة الحال من يهمل تماماً هذا الجانب. أما على مستوى المؤسسات ومقار العمل، فالموضوع يختلف تماماً، لأن هناك أهمية بالغة للحماية من القرصنة، ومن سرقة كلمات المرور، ومن البرمجيات الخبيثة التي تندس وسط البيانات الكبيرة.
وهناك تحديات كبيرة، في هذا المجال، سواء للأفراد أو المؤسسات، لأن المعلومات والبيانات، التي تحتاج إلى حفظ، والتعامل معها كبير، وفي اللحظة نفسها هناك معلومات، عشوائية ضارة لا فائدة منها، والموضوع يتطلب مهارة ومعرفة، للتخلص منها مع الاحتفاظ بالمفيد. لذا باتت مواضيع إدارة البيانات والحماية، والحفظ، من المواضيع الملحة التي تتطلب معرفة وإجادة في استخدام التقنيات التي تسهم في هذه الحماية والإدارة. وهي نصيحة، لكل واحد منّا، بأن يولي هذا الموضوع العناية والاهتمام، وألا يتردد في الالتحاق بالدورات والورش في هذا المجال.
