تصفير البيروقراطية..

00:52 صباحا
قراءة دقيقتين

رائد برقاوي

نعم ستنجح الإمارات مجدداً قبل نهاية العام الجاري في تنفيذ برنامجها الطموح «تصفير البيروقراطية الحكومية» الذي أطلقه محمد بن راشد، والأمل أن «يستنسخ» هذا البرنامج، ويطبق في الدول العربية.

هذا ملخص لردود الفعل الشعبية العربية التي رافقت إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إطلاق برنامج حكومي متميز هدفه إلغاء 2000 إجراء حكومي خلال عام، وتقليل مدة الخدمات الحكومية بنسبة 50%، وإعادة هندسة مئات الخدمات الحكومية.

التفاعل العربي مع البرنامج الإبداعي الحكومي الإماراتي جاء بمنزلة تصويت ثقة على ثورة الإدارة الحكومية العربية التي قادها الشيخ محمد بن راشد، والتي بلغتها الإمارات على مدار العقدين الماضيين، وأصبحت معها الدولة واحدة من أهم دول العالم في تقليص الإجراءات الحكومية ومرونتها في جميع مرافقها الحكومية، ما يجعلها تتقدم عالمياً في مرونة إطلاق وتشغيل الأعمال.

التفاعل العربي جاء أيضاً لحث حكومات البلدان العربية على تطبيق مثل هذه البرامج بعد أن بلغت البيروقراطية الحكومية أعلى مستوياتها، وتحولت إلى ظاهرة طبيعية منتشرة يترافق معها ويعيش في كنفها الفساد في أبشع صورة، حيث إن البيروقراطية -وهي «حكم المكاتب»- البيئة والحاضن الأساسي للفساد.

المتفاعلون العرب تأففوا من حجم المعاناة التي تصيبهم من ممارسات الدوائر الحكومية في بلدانهم، وزمن إجراءات المعاملات التي تتطلب على الرغم من التطور التقني والثورة الرقمية قضاء أيام وأيام في الانتقال من مكتب إلى آخر لإنجاز المعاملة الواحدة التي لا تحتاج إلا إلى بضع دقائق في الإمارات، داعين مسؤولي الحكومات في بلدانهم إلى «استنساخ» التجربة الإماراتية والحذو حذوها في العمل الإداري المرن.

برنامج «تصفير البيروقراطية الحكومية» هو بالفعل مرحلة جديدة للعمل الحكومي لا على مستوى دولة الإمارات بل على المستوى العالمي، فهو سيعمل على دمج الإجراءات المتشابهة وإلغاء الإجراءات غير الضرورية، واختصار المدة الزمنية لإنجاز أي إجراء عبر الحد من المتطلبات غير الضرورية، وتبسيط شروط الإجراءات القائمة.

الكرة الآن في ملعب القياديين والمسؤولين التنفيذيين في الوزارات والمؤسسات الاتحادية لوضع رؤية القيادة موضع التنفيذ، وإلغاء ما يسمى البيروقراطية التي عادة لا يعترف بها أو يُقرها أي مسؤول، وإن أقرها عزاها مباشرة إلى القوانين والتشريعات لا إلى أسلوب قيادته.

قيادتنا تريد من دوائرنا أن تكون فاعلة ومتفاعلة مع حاجة المراجعين، فهم صلب عملها والهدف الذي تم توظيفهم من أجله. تريد من الموظفين وقبلهم المسؤولين الحكوميين أن يقولوا «نعم» للمراجعين، لأن الموافقة أصعب من الرفض، وهي تتطلب جهداً وتفكيراً لإقرارها، بينما ال«لا» أسهل الأفعال، حيث لا يترتب عليها أي جهد، ولا يتحمل مستخدمها أي مسؤوليات، لكنها الأسوأ، لأنها متزامنة التخلف والمعاناة.

أهمية البرنامج الإماراتي في عالم الإدارة أنه لم يتحدث عن عقوبات بحق الفرق الحكومية غير المتفاعلة، بل عن حوافز ومكافآت تحفيزية تصل إلى المليون درهم للموظف أو لفريق العمل الذي يتفوق في تقليل وشطب الإجراءات غير الضرورية، لأن القائد محمد بن راشد متأكد أن جميع فرقه الحكومية ستتفاعل إيجاباً مع البرنامج وستنفذه قبل الوقت المحدد، لأنه «صنع في الإمارات».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/3tjmjum3

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"