تقدر البعض من الإحصائيات أن نحو 90 % من الشباب يستخدمون شبكة الإنترنت على مستوى العالم. وبغض النظر عن صحة مثل هذه النسبة، كون المناطق النائية في العالم متعددة، ولا تتوفر فيها شبكة الإنترنت، وأيضاً كون نسبة أمية القراءة والكتابة منتشرة في البعض من المجتمعات في العالم، ونسبة الشباب بين هؤلاء الأميين ليست قليلة، لذا أجد أن تلك النسبة مبالغ فيها، إلا أن هذا لا يلغي أن الاندفاع نحو شبكة الإنترنت واسع وكبير ومتزايد، ولا يعني أن من ينخرط في هذه الشبكة من السهولة له الخروج منها والاستغناء عنها، بل على العكس، كل من تعامل مع الإنترنت تصبح جزءاً حيوياً ومهماً من حياته، خاصة في ظل تنامي التطبيقات الخدمية والوظيفية والخدمية، ونحوها.
شبكة الإنترنت، كما هو معروف، لها أذرع وفروع وأدوات كثيرة، من بينها مواقع التواصل الاجتماعي، التي باتت جزءاً من روتين الحياة للكثير من الناس، وهناك من يقضي فيها ساعات طويلة. والحقيقة أن لمواقع التواصل الاجتماعي إيجابيات وسلبيات، لعل من أهم الإيجابيات تقوية الروابط الاجتماعية، وتمكين المستخدمين من البقاء على تواصل سواء مع الأصدقاء أو مع أفراد العائلة، بل تغذي روح التواصل مع الآخرين، وهو الشعور الذي يغمر من هو في مقتبل العمر.
ولا ننسى أن هذه المواقع تعزز قيمة الشعور بالذات، وتمكن من التعبير عن النفس والأفكار والتطلعات، لكن مواقع التواصل الاجتماعي لها آثار سلبية على كل من يستخدمها بشكل مفرط، ودون تقنين، وتلمس للفوائد، حيث تحدثت بعض الدراسات عن آثار الاستخدام المفرط، وأنه سبب للقلق والاكتئاب، لأن البعض من المواضيع في هذه المواقع قد تكون سلبية، وتغذي الشعور بالنقص لدى من يتصفحها، مثل التنمر والقسوة والعنف اللفظي. وهذه السلوكيات قد تؤذي النفس، وتسبب التوتر والألم النفسي، أيضاً قد يحدث إدمان لمواقع التواصل الاجتماعي، ومشاكل تتعلق بالعلاقات الاجتماعية، أو في مقار العمل، أو حتى على مقاعد الدراسة والتعلم.
نحن جميعاً بحاجة لتقنين استخدام هذه المواقع والتطبيقات، وتحديد الأوقات والفترات الزمنية، والتركيز على الفوائد التي نكسبها من هذه المواقع، مثل المعلومات، أو زيادة الخبرات والمعارف، أيضاً زيادة المهارة في التصدي للتنمر والإيذاء على هذه المواقع، حماية لنفسك.
شبكات مواقع التواصل الاجتماعي لها تأثيرات كبيرة في حياتنا وتفكيرنا ومشاعرنا ويجب التنبه لهذه الآثار، وحماية أنفسنا، واستغلالها للفائدة والتقدم والإنجاز.
