الاستدامة نهج وطريق

00:59 صباحا
قراءة دقيقتين

تسقط بعض المشاريع الكبرى بعد تحقيقها نجاحاً لافتاً وهي ما تزال في بداية انطلاقها أو حين تصل إلى قمة تحقيق أهدافها، والسبب الأبرز وراء السقوط يكون غياب الاستمرارية وغياب الشغف والاستسلام لفكرة الوصول إلى المبتغى والقمة، بينما النجاح الحقيقي يكون بدوام السعي من أجل الحفاظ على المشروع والفكرة وتنميتها أكثر فأكثر..

تمديد مبادرة «عام الاستدامة» من ٢٠٢٣ إلى ٢٠٢٤، هو الصواب بحد ذاته، وهو الاستمرارية المضمونة للنجاح الذي تحقق العام الماضي في حماية البيئة ونشر الوعي حول مفهوم الاستدامة وترسيخه في المجتمع وفي المدارس.. ليستمر هذا العام أيضاً وتتمكن الإمارات من تحقيق ما تسعى إليه من «تحوّل مجتمعي إيجابي ومستدام».

الاستدامة نهج وطريق ترسمه الدولة وتمشي وفقه، ولا يمكن للناس الالتزام به وربما استيعابه بين عشية وضحاها، لذلك من المهم جداً مواصلة تطبيق الخطة وعدم التوقف عند أرقام وتواريخ، فما بدأته الإمارات في ٢٠٢٣ من تعزيز للوعي بقيم الاستدامة، واتفاق الإمارات التاريخي الناتج عن مؤتمر «كوب28»، سيستمر العمل به حتى تحقيق الهدف المرجو، وحتى يتم استيعاب معنى الاستدامة وأهمية حماية البيئة والموارد من قبل كل أبناء الدولة والمقيمين فيها، وإلى أن يترسخ الوعي بأنها «مسؤولية جماعية لكل أفراد المجتمع»، وكذلك تتحول الاستدامة إلى أسلوب حياة يلازم الطلاب في مدارسهم وبيوتهم وطريقة تصرفهم وتفكيرهم..

وزارة التربية والتعليم، تعدنا بمواصلة «العمل على تضمين نهج الاستدامة ضمن النظام التعليمي، وفي مختلف المراحل، وفق خطوات مدروسة تزيد وعي الطلبة، وترتقي بقدرات الكوادر التعليمية، وترسّخ بنية تحتية مستدامة في القطاع التعليمي تسهم في إحداث تحوّل مجتمعي إيجابي ومستدام»، ولعل أهمية تعزيز هذا المفهوم والتشديد على تطبيقه في المدارس لا يكون المستهدَف الوحيد منه الطلاب فقط، بل سيكون هؤلاء الشباب هم الشعلة التي ستنير كل المشاعل في كل البيوت، هم البذرة التي ترويها وترعاها فتزهر وتثمر وتفيض بالخير..

إذا فهم الطلاب معنى الاستدامة وصارت البيئة وحمايتها جزءاً من مهمة كل واحد منهم، نتأكد أن المجتمع كله سيمشي على نفس الطريق الذي رسمته الدولة، وأن الوعي وتحمّل المسؤولية البيئية لن يكون فردياً ولا استثنائياً بل جماعياً وراسخاً، لا يتغير مع تبدل الأيام ولن يكون مرهوناً بعام ولا عامين، وسيتحقق مفهوم الاستدامة بشكل تلقائي لتبقى الإمارات متميزة وسبّاقة في سعيها الدائم نحو الأفضل، ولتبقى الدولة التي إن وعدت أوفت.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/52nksu9d

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"