الضيافة الإبداعية مرة ثانية

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

مرة ثانية، الضيافة الإبداعية، أو الإقامة الأدبية الإبداعية، أو التفرّغ المؤقت، أو في (حضرة المكان)، ذلك أن كل هذه العناوين إنما تتصل أولاً وأخيراً بالكتابة في المكان، وعن المكان، والمكان هنا هو الأفق الجغرافي والتاريخي بالإمارات.

من خورفكان ووادي الحلو في الشارقة، إلى الجزيرة الحمراء وجبال شعم في رأس الخيمة، إلى العلامات المكانية الآثارية في الفجيرة، إلى الأفلاج والواحات والامتدادات الجمالية الأرضية في عجمان، إلى صفاء السواحل وبكرية الطبيعة في أم القيوين، إلى جبل حفيت والأفق الأخضر الأرضي في العين وأبوظبي، إلى حتّا والشندغة ومرايا البحر وعبقرية المعمار القديم والحديث في دبي.

كل هذه الأمكنة الجاذبة والملهمة في الدولة هي فضاءات مُتاحة تماماً للكتابة أو التفرّغ للكتابة.. التفرّغ المؤقت على شكل ضيافة إبداعية إماراتية مُرحِّبة بأقلام عربية ومن العالم.

هذا الوقت الشتائي الطيّب في الإمارات هو وقت كتابة امتيازية إذا أرادت المؤسسات الثقافية في الدولة أو إحداها استضافة كتّاب وكاتبات عرب ومن العالم يستلهمون علامات وإشارات وجماليات المكان الإماراتي والكتابة منه، وفيه، وعنه.

أعرف شخصياً كتاباً وكاتبات من العرب جاؤوا ضيوفاً على الإمارات في مناسبات ثقافية عديدة وشغفوا إعجاباً ودهشة بالحياة، والأمكنة، والناس، والصورة الثقافية العالمية في البلاد الناجمة عن العيش المشترك والحياة الآمنة الهادئة لمئات الجنسيات المقيمة في الدولة من جهات العالم الأربع.

التنوّع في الإمارات ليس مكانياً فقط (جبال، وصحراء، وبحر، ومعمار، وأمن وأمان واستقرار) بل هو أيضاً تنوّع ثقافي طبيعي وتلقائي أنتجته الجاليات العربية وغير العربية في الإمارات في إطار حياة إبداعية بكل معنى الكلمة، وبكل المعنى الإنساني لهذه الحالة الاجتماعية والثقافية والجمالية في الإمارات.

على سبيل المثال لا الحصر ومن ناحية اقتراحية.. يستطيع اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات تنظيم مثل هذه الضيافات أو الإقامات الإبداعية، بحيث يوفر الاتحاد تفرّغاً ثقافياً للكتابة على مدى أسبوعين أو شهر لكاتب إماراتي أو عربي أو من العالم، ويعود حق طباعة هذا العمل الأدبي الذي ينتجه الضيف لاتحاد الكتّاب، وإذا توسّعنا قليلاً في هذا الاقتراح من الممكن ترجمة الكتاب الناجز بعد الضيافة إلى الإنجليزية مثلاً، أو الفرنسية، أو أي لغة، بل ترجمته إلى العربية، إذا كان كاتبه ليس عربياً، أو لا يكتب بالعربية.

مجرد أفكار أو اقتراحات، ليست صعبة ولا مستحيلة، وفي الوقت نفسه هي بمنزلة تحريك آخر لدم الحياة الثقافية في الإمارات بأدب جديد، وكتابة جديدة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/yc4t3mwv

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"