.. جزء كبير من وقت دائرة الثقافة في الشارقة مُكرّس للعمل خارج الإمارات.. من حيث مهرجانات الشعر التي تنظمها بيوت الشعر في مصر والأردن والسودان وموريتانيا والمغرب وتونس، ومن حيث جائزة الشارقة للتكريم الثقافي والتي تجري وقائعها في العواصم العربية، ومن حيث مهرجان المسرح العربي (الدورة الحالية في بغداد)، ومن حيث مشاركة الدائرة في معارض الكتب العربية والدولية، ومن حيث متابعة الدائرة للكثير من الفعاليات الثقافية ذات الصلة الإماراتية العربية، والتنسيق الموصول بين الدائرة ووزارات الثقافة في البلدان العربية.
قبل نحو عام كتبت في هذا المكان أن الخبر الثقافي الإماراتي أصبح خبراً عربياً بامتياز في الصحف وفي بعض وسائل الإعلام العربية، والأمر كذلك، حين نعاين على الأرض عمل الدائرة في البلدان العربية، والخبر الثقافي الإماراتي في هذه الحالة ليس مجرّد أداء إعلامي يقوم به الصحفي وانتهى الأمر، بل الخبر الثقافي في حدّ ذاته هو مؤشر يومي على فاعلية وحركية الحياة الثقافية في الدولة وخارجها..: (المحيط العربي) و (المحيط الدولي).
هذه الحالة، بل الظاهرة الثقافية الإماراتية بصورتها العربية وعلى هذا النحو التعددي والتفاعلي المثمر، هي ميزة إماراتية بالدرجة الأولى، فغالبية الأنشطة الثقافية العربية تجري عملياً في عواصم ومدن أوطاننا الشقيقة، وهي ذات طابع محلي صرف، ونادراً ما تُنقَل هذه الأنشطة العربية إلى الإمارات، في حين ذهبت الإمارات بكل شفافية إلى عمقها الثقافي العربي، وأوجدت تفاعلاً أدبياً وإبداعياً وفنياً مشتركاً صفته العامّة: التنوّع والتفاعل والإيجابية الثقافية العربية.
العمل الثقافي العربي مُحترم في بلاده، وله كل تقدير أدبي وإعلامي ومهني، كما هو محترم أيضاً في الإمارات حين يقرأ، على سبيل المثال عشرات الشعراء العرب على منابر الشعر الإماراتية في بيت الشعر في الشارقة، وفي المجمّع الثقافي في أبوظبي، وفي ندوة الثقافة والعلوم في دبي، وفي مؤسسة سلطان بن علي العويس، وغيرها من مؤسسات وجهات ثقافية إماراتية رحّبت بالشعر العربي، ورموزه المحترمة.
الحياة الثقافية في الدولة.. إماراتية الوجه، عربية القلب، عالمية الصورة، بلا أيّ شكل من أشكال التمييز أو الاستثناء أو التحفّظ على فكر بعينه أو ثقافة بعينها إلّا في حدود ما هو أخلاقي وإنساني ومدني حضاري.
صورة الثقافة إماراتية في الخارج وفي العالم عملت على تظهيرها بهذا الرسم المحترم دائرة الثقافة في الشارقة إلى جانب المؤسسات الثقافية العاملة في الدولة منذ خمسين عاماً من العمل والمسؤولية والخلق العربي النبيل.
