زمن الابتكار

01:44 صباحا
قراءة دقيقتين

نور المحمود

رافض التغيير والسير في ركب التطور المتتالي للزمن والتكنولوجيا، كرافض الاعتراف بأن الإنسان استطاع الوصول إلى القمر وهزم الصورة الشاعرية الرومانسية التي كان يرسمها البشر في خيالهم لهذا الساكن في السماء المطل علينا كل مساء لينير دروب العشاق ويؤنس سهر الرفاق. والمتباطئ في الالتحاق بقطار التطور السريع لن يجد لنفسه مكاناً وسط هذا الزحام من ركاب يتنافسون لحجز مقاعدهم في الصدارة وفي الدرجة الأولى.

كنا نتحدث عن سرعة الزمن في المضي بأيامه وكأنه يستعجل الانتهاء من مهامه قبل الرحيل، فنلهث معه وخلفه ونشعر كل يوم بأننا في ماراثون لا ينتهي، ثم وصلنا إلى مرحلة السرعة في كل شيء، حتى المناهج التعليمية باتت تختصر سنواتها وساعاتها لتفسح مجالاً أكبر للجانب التطبيقي والعملي بعد أن كان الاعتماد على النظري فقط هو السائد. والتنافس في المدرسة وفي الكلية وفي الوظيفة ومكان العمل بات تنافساً عملياً أكثر منه تنظيرياً ونظرياً، حيث يفسح العالم كل المجالات من أجل تشجيع الأطفال والشباب وأهل الاختصاص وحتى العمال على الابتكار وتقديم أفكار جديدة لتطوير العمل أياً كان مجاله.

نحن في زمن عنوانه الأول والعريض «الابتكار»، والاستثمار الحقيقي والأنجح في الابتكار، والدعم الأهم للأجيال الجديدة من أجل بناء مستقبل أفضل ومن أجل تحقيق الاستدامة في كل مناحي التنمية والحياة، يكون في دفعهم لإعمال العقل وتطوير أي محتوى والبحث عن أفكار جديدة تساهم في مسيرة تقدم البشرية. الاستثمار الحقيقي في الابتكار، والقارئ والمتابع لما دار خلال القمة العالمية للحكومات في دبي، والاحتياجات الأساسية للدول ولما تم إنجازه وما تتم الدعوة إليه من أجل تحقيق مستقبل مستدام، يرى أن الابتكار هو العمود الفقري، والاستثمار في عقول الشباب، وتطوير عمل الحكومات والمؤسسات، واستغلال التقدم السريع في التكنولوجيا والابتكار من أجل التوصل إلى حلول جذرية لمعضلات وأزمات مزمنة أو مستحدثة هو الطريق الوحيد الذي علينا سلوكه من أجل الوصول إلى عالم أفضل.

إنه زمن الابتكار، فهنيئاً للأجيال الجديدة والشابة فهؤلاء يجدون من يفتح أمامهم أبواب تحقيق الذات وتحويل الأحلام إلى حقائق، ومن يؤمن بقدراتهم ويشركهم في صناعة القرار، ومن يفتح أمامهم المجالات كلها للمحاولة. يفشلون ربما لكن الفشل يؤدي إلى نجاح طالما هناك إرادة وتفاؤل وأمل ورغبة في تكرار التجربة باستمرار، وطالما هناك من يدعم هذا الفكر وهذا الاتجاه العام والأبواب كلها مفتوحة والكل يدعو إلى تقديم أفكار جديدة وتطوير أفكار قديمة حتى على السوشيال ميديا كل يقدم محتواه بلا خجل أو خوف من الفشل، كل يسوّق نفسه، كل يجرّب فيدخل في مجالات مختلفة، المهم أن يضع ولو لمسة صغيرة ليقول ها أنا أشارك، وأنا مختلف عن الآخرين، حتى المطبخ أصبح ساحة لابتكار الوجبات والأطباق والغرائب في الخلطات.. المهم أن يكون هذا الحراك مثمراً ويجني العالم والشباب ثماره خيراً.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/3db4uz23

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"