أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها بسطت سيطرتها على أفدييفكا، وأشارت إلى أن جنوداً أوكرانيين يتحصنون في مجمع صناعي للفحم في المدينة، وذكرت أنها قتلت اكثر من 1500 جندي من القوات التي انسحبت من المدينة في حالة فوضوية، وهنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قواته وأكد أن الحرب في أوكرانيا تعني حياة أو موت روسيا، وفي المقابل انتقد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تقاعس الكونغرس عن إقرار حزمة المساعدات الجديدة لأوكرانيا.
نصر روسي
قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان، إن قواتها سيطرت، السبت، على أفدييفكا في جمهورية دونيتسك الشعبية، وبلغت مساحة الأراضي المحررة 31.75 كم مربع، وتقدمت 8.6 كم، وكبدت العدو أكثر من 1500 جندي، ما أتاح نقل خط الجبهة بعيداً عن مدينة دونيتسك، وبالتالي تأمينها بشكل كبير من ضربات القوات كييف.
وأكد الناطق باسم الوزارة الروسية، إيغور كوناشينكوف، أن قوات كييف هربت بشكل فوضوي من أفدييفكا قبل يوم واحد من قرار القائد العام الأوكراني ألكسندر سيرسكي بالانسحاب من المنطقة. وأشار كوناشينكوف، إلى أن السيطرة على المدينة أتاح تأمينها من الضربات الإرهابية للقوات الأوكرانية، وأضاف: «في الوقت الحالي، يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتطهير المدينة نهائياً، من المسلحين ودحر الوحدات التي غادرت المدينة، واستقرت في مجمع أفدييفكا لفحم الكوك والكيماويات».
حياة أو موت
وأبلغ وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، الرئيس بوتين بفرض السيطرة الكاملة على أفدييفكا، والعمل على تطهيرها من المتطرفين الأوكرانيين. وهنأ بوتين، القوات الروسية على النجاح والنصر المهم بالسيطرة على أفدييفكا بجمهورية دونيتسك الشعبية. وهنأ بوتين القائد الروسي المسؤول عن هجوم أفدييفكا، الكولونيل جنرال أندري موردفيتشيف. وذكر بوتين عبر تطبيق تيليغرام «المجد الأبدي للأبطال الذين سقطوا من أجل تحقيق مهام العملية العسكرية الخاصة».
واعتبر في تصريحات بُثت، أمس الأحد، أن المجريات على جبهة القتال في أوكرانيا هي «مسألة حياة أو موت»، بالنسبة إلى روسيا، وقد تحدد مصيرها. وقال بوتين في مقابلة مع الصحفي، بافيل زاروبين، نُشرت مقتطفات منها على شبكات التواصل الاجتماعي، أمس الأحد «أعتقد أنه لا يزال من المهم بالنسبة إلينا، وبالنسبة إلى مستمعينا ومشاهدينا في الخارج، أن تُفهم طريقة تفكيرنا». وأضاف «كلّ ما يحدث على جبهة أوكرانيا هو بالنسبة إليهم تقدّم لموقعهم التكتيكي، لكنه بالنسبة إلينا مصيرنا، إنها مسألة حياة أو موت».
وحث زيلينسكي الحلفاء في مؤتمر ميونيخ للأمن على سد عجز «مصطنع» في الأسلحة، وقال إن الدعم الأمريكي المعطل ضروري. وأشاد بقواته «لإنهاك» القوات الروسية في أفدييفكا، وقال إن من أسباب الانسحاب نقص الأسلحة. وعبّر زيلينسكي في منشور على منصة «إكس» عن أمله في أن يتخذ الكونغرس الأمريكي «قراراً حكيماً».
وقال وزير الدفاع الأوكراني، رستم عمروف، إن أفدييفكا أظهرت جلياً الحاجة إلى أنظمة دفاع جوية حديثة لمواجهة القنابل الموجهة، والأسلحة طويلة المدى لتدمير تشكيلات العدو. وأردف أنهم بحاجة إلى قذائف مدفعية.
تحميل الكونغرس المسؤولية
حمّل الرئيس الأمريكي جو بايدن، تقاعس المشرعين الأمريكيين مسؤولية سيطرة روسيا على أفدييفكا، بينما يعرقل الخلاف بين الديمقراطيين والجمهوريين في الكونغرس إقرار 60 مليار دولار من المساعدات العسكرية التي تحتاج إليها أوكرانيا بشدة.
واتصل بايدن بالرئيس زيلينسكي «لتأكيد التزام الولايات المتحدة بمواصلة دعم أوكرانيا»، بحسب بيان للبيت الأبيض. وقال البيان إن الانسحاب الأوكراني من أفدييفكا جاء «بعد أن اضطر الجيش الأوكراني إلى تقنين استخدام الذخيرة بسبب تضاؤل الإمدادات نتيجة تقاعس الكونغرس، ما أدى إلى تحقيق روسيا أول مكاسب ملحوظة منذ أشهر». وأكد بايدن «الدعم القوي من الحزبين في الحكومة الأمريكية وفي أوساط الأمريكيين لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها»، داعياً الكونغرس إلى تمرير مشروع قانون الإنفاق بشكل عاجل، بما في ذلك المساعدات المخصصة لأوكرانيا.
حصيلة يوم
أعلنت وزارة الدفاع الروسية القضاء على أكثر من 800 عسكري أوكراني، وإسقاط 105 مسيرات على مختلف المحاور خلال 24 ساعة. وصدت القوات الروسية هجمات على محاور كوبيانسك، وكراسني ليمان، ودوينتسك، وجنوبها، حيث حسّنت القوات مواقعها وسيطرت على مواقع هامة، ودمرت أسلحة وعتاداً عسكرياً، ومدرعات ومركبات قتالية، ومدافع غربية، وراداراً أمريكياً AN/TPQ-48 في خيرسون، واعترضت 4 صواريخ هيمارس أمريكية.
صدّ هجمات جوية
قال قائد القوات الجوية الأوكرانية، ميكولا أوليشوك، أمس الأحد، إن القوات الأوكرانية أسقطت 12 طائرة مسيرة هجومية أطلقتها روسيا الليلة الماضية، إضافة إلى صاروخ كروز من طراز كيه.إتش-59، وطائرة قاذفة مقاتلة من طراز سوخوي-34. (وكالات)
