جمعة الفيروز - أحمد راشد

00:18 صباحا
قراءة دقيقتين

على مدى يومين متتاليين؛ 19 و20 فبراير، في زمنين متباعدين، رحل اثنان من مثقفي الإمارات.. ففي 19 فبراير 2001، رحل الأديب الإماراتي الشامل؛ الشاعر والقاص والروائي والمسرحي والموسيقي والمترجم والتشكيلي الجلفاري «جمعة الفيروز» (1960–2001)، فيما كان نائماً في منزله الكائن في الظيت الجنوبي برأس الخيمة، فيما كان مسقط رأسه منطقة سدروه.

وفي 20 فبراير 2012، رحل الأديب الإماراتي الشاعر والمسرحي والباحث التراثي الخورفكاني «أحمد راشد ثاني» (1962–2012)، حيث تُوفي في مستشفى خليفة على إثر أزمة قلبية، ودفن في مسقط رأسه حي المديفي بخورفكان.

أصدر جمعة الفيروز في حياته مجموعته الشعرية اليتيمة (ذاهل عبر الفكرة)، قبل نحو نصف عام من رحيله، فيما صدرت له بعد رحيله مجموعتان قصصيتان: (مسافة أنتِ.. العش الأولى)، (علياء وهموم سالم البحار)، ورواية (الدائرة) التي حمل غلافها لوحة من تصميمه.

فيما أصدر أحمد راشد ثاني في حياته مجموعة كبيرة من الأعمال الشعرية –قصائد نثر– ومجموعة من الأعمال البحثية التوثيقية التراثية، ومجموعة من النصوص المسرحية والأعمال السردية المعنية بسيرته الذاتية، مستهلاً رحلته الإبداعية بمجموعة شعرية عامية (سبع قصائد من أحمد راشد ثاني إلى أمه التي لا تعرفه).

عند رحيل جمعة الفيروز، أطلقت الهيئة الإدارية لفرع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في رأس الخيمة اسم جمعة على قاعة المحاضرات، لتكون (قاعة جمعة الفيروز).. وعند رحيل أحمد راشد ثاني؛ أطلق مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات اسم أحمد على قاعة المحاضرات بالفرع الرئيسي في الشارقة، لتكون (قاعة أحمد راشد ثاني).

في حياته، أنجز جمعة الفيروز مخطوطات أدبية عدة، لو قُدّر لها أن تُطبع، لكانت هنالك عشرات الإصدارات في مختلف فنون الكتابة الإبداعية الأدبية.

وفي حياة أحمد راشد ثاني، ثمة العديد من الحوارات التي أجريت معه، حملت في طيها جملة من الآراء ووجهات النظر في قضايا ثقافية وأدبية متنوعة، وبدت الحوارات أشبه ما تكون بسيرة أدبية ثقافية لأحمد، تصلح أن تكون طي كتب تحمل اسمه وتشتمل على آرائه تلك.

في حياة جمعة الفيروز وأحمد راشد ثاني، وبعد رحيلهما؛ ثمة دراسات وقراءات ومقاربات وشهادات نقدية في مختلف أعمالهما الإبداعية، تستحق جمعها لتُصار إلى كتب ترفد المكتبة المحلية والعربية؛ لتكون جزءاً لا يتجزأ من النهضة الفكرية الأدبية الإماراتية.

جمعة الفيروز وأحمد راشد ثاني، مثالان حيّان على حيويّة الكلمة والإبداع الغزير، أسهما في المشهد الثقافي الإماراتي والعربي العام، بما تركاه من بصمات إبداعية أدبية خالدة، تستحق الالتفات في كل زمان ومكان.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/bdz8kpsh

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"