عادي

ضيف شرف «أيام الشارقة التراثية».. «جيجو» تعيش في قلب تراثها الشعبي

19:34 مساء
قراءة دقيقتين
ضيف شرف «أيام الشارقة التراثية».. «جيجو» تعيش في قلب تراثها الشعبي
ضيف شرف «أيام الشارقة التراثية».. «جيجو» تعيش في قلب تراثها الشعبي

دهشة كبيرة، وإعجاب لافت يمكن مشاهدته بوضوح على وجوه الزائرين لجناح مقاطعة (جيجو) الكورية الجنوبية، ضيف الشرف هذا العام لفعاليات الدورة 21 من أيام الشارقة التراثية، في ضوء ما تميزت به هذه المدينة التي تكاد تكون الوحيدة عالمياً، وهي تعيش في قلب تراثها الشعبي حالياً، بعد أن أوقفت زحف التطور وهي تصر على مزاولة المهن نفسها، وتستعمل الآلات والأدوات نفسها التي استعملها الأسلاف منذ مئات السنين.

يروي الجناح مجموعة من تقاليد وثقافات ومهن هذه المقاطعة التي أهّلتها للدخول على لائحة التراث العالم «لليونيسكو» بجدارة تامة، ومن بين هذه القصص، قصة عن نساء «الهاينيو»، وهي وصف للنساء اللواتي يحترفن مهنة، أو قل فنّ الغوص، حيث إن هذه المهنة حكر على النساء فقط، بينما يعمل الرجال في الزراعة، وتتعلم نساء جيجيو المهنة بين أعمار 7-8 سنوات، ويغُصن إلى عمق يصل إلى 40 متراً، من دون أجهزة غوص، حيث يكسبن أقواتهن من خلال جمع آذان البحر، والقواقع، والطحالب وغيرها، وقد فرضت عليهن طبيعة المكان التوجه إلى البحر بسبب ندرة الأراضي الزراعية.

ولتخليد عمل هؤلاء النسوة، ضم الجناح المشارك في فعاليات الأيام التي تستمر حتى 3 من مارس/ آذار، أركاناً عدة، كالأثاث الخشبي، والحرف الشعبية، والحياة المائية التي تضمن كل منها عرض مجموعة من الأدوات التي توقفك على الحياة اليومية التي يعيشها أهل المقاطعة منذ القدم، إلى اليوم، كالجرار والصناديق وأدوات الصيد المصنوعة كلها من مواد الطبيعة، وقد أرفق الجناح صوراً وفيلماً تعريفياً، ولفائدة أكبر حمل كل ركن منها «كوداً» خاصاً، يستطيع الزائر الرجوع إليه لمعلومات موسعة أخرى، أو لاستعادة ذكريات زيارته الجميلة للمكان.

ومن البيئة البحرية إلى البرية، حيث استخدم أهالي الجزيرة النباتات البرية بدلاً من قش الأرز لصناعة الأواني المنزلية، وهي منتقاة بشكل مدروس لحماية المواد الغذائية من التلف، كما استخدموا الفيزيان، المعروف بخصائصه الباردة طبيعياً، في صناعة مواد أدوات أخرى تقاوم الزمن، وتتميز بالأمان الصحي، وسهولة الاستعمال، والتكاليف البسيطة اقتصادياً، وهكذا جعل أهل الجزيرة من واقعهم صورة حية للتنوع، والاكتفاء الذاتي، والقدرة على مواجهة الظروف الصعبة، والاحتفاظ بالقيم التراثية الحية إلى اليوم.

صناعة القبّعات

ما يلفت النظر في الجناح قيام اثنتين من النساء بصناعة القبّعات يدوياً، لتكتشف أنه ليس أمراً روتينياً، فهما من أصل ثلاث نسوة حالياً، ورثن المهنة التي توشك على الانقراض في كوريا الجنوبية، حيث يطّلع الزائر على القبّعات وهي تصنع بشكل حي من شعر الخيول، وذيول الثيران نادرة الأنواع، علماً بأن صناعة القبعة الواحدة تستغرق شهوراً، لذلك كانت باهظة القيمة، ما جعلها لباساً يكمل زينة طبقة النبلاء في البلاد، ولم ينس الجناح تزويد الزائرين ببعض الهدايا التذكارية المشفوعة بابتسامات جميلة تعكس ما تتمتع به الجزيرة من طبيعة خلابة، وإرث حي أصيل وجميل، وأناس محبين للحياة والتواصل والسلام.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/ycyfz5ts

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"