في وداع سيف الخضر

00:45 صباحا
قراءة دقيقتين

في مساء يوم أمس الأول 25 فبراير 2024، انتقل إلى رحمة الله سيف محمد الخضر الطنيجي، إثر غيبوبة مفاجئة بفعل أمراض مزمنة تكالبت عليه دفعة واحدة.

سيف محمد الخضر، الذي واكب مسيرة جمعية الرمس للفنون الشعبية والتجديف، إن لم يكن من مؤسسيها، كان شعلة نشاط تراثي من خلال دوره ضمن مجلس إدارة الجمعية، حيث شغل منصب «رئيس الفنون والمتحف» لدورات إدارية عدة، إضافة إلى دوره البارز في معسكر الشيخ محمد بن سعود القاسمي الصيفي، والقرية التراثية الشتائية التي تتبادل الأدوار المجتمعية مع المعسكر، وحتى مغادرته الحياة.. حيث كان مديراً للمعسكر لعدة نسخ منه.

لم يكن سيف الخضر ممن يضنون بما لديهم من معلومات تراثية على كل من يستعين به من طلبة ومن زوار لجمعية الرمس، أو لمعسكر محمد بن سعود أو القرية التراثية.. إذ يحرص على إسداء المعلومة عن طيب خاطر، ويشجع الأجيال على الأخذ بناصية التراث نحو البقاء في دائرة الضوء وفي المشهد الثقافي التراثي.

لقد أخذ على نفسه عهداً بأن يكون رقماً فاعلاً في جمعية الرمس للفنون الشعبية والتجديف، إذ كان على رأس المشاركين في أنشطة الجمعية منذ انطلاقتها، وأحد المساهمين في إنجازات الجمعية، سواء من خلال سباقات التجديف على مستوى الدولة أو الإمارة، أم من خلال مشاركات الجمعية في المناسبات الوطنية لدولة الإمارات، وفي المناسبات المجتمعية لمدينة الرمس عبر سلسلة من أعراس المواطنين أو أعراس الوطن.

سيف محمد الخضر، كان يقرن القول بالفعل، فإضافة لإسهاماته في المشهد الثقافي التراثي على الصعيد المحلي على مستوى المنطقة أو الإمارة، أو على على المستوى الإماراتي العام، فإنه دائم الحديث عما يتوجب فعله تجاه المحافظة على التراث وتفعيله ونقله إلى الأجيال، ففي إحدى المقابلات الصحفية معه، في السنة العاشرة لمعسكر الشيخ محمد بن سعود القاسمي للفنون والتراث الشعبي، بَيَّنَ الخضر بصفته مديراً للمعسكر آنذاك، أنَّ 400 طالب يستفيدون من الأنشطة والفعاليات التي ينظمها المعسكر، والتي تهدف إلى إكساب الطلبة فائدة ومتعة ما يستثمر وقت فراغهم الصيفي بإيجابية ويزودهم بالعديد من العناصر التي تدعم شخصياتهم وقدراتهم في أكثر من مجال وبأكثر من صورة ووسيلة، بإشراف نخبة من المختصين والممارسين للأنشطة المختلفة سواء العلمية أو الترفيهية والرياضية.

سيف محمد الخضر، وسواه من التراثيين المخلصين للتراث بشتى أنواعه وألوانه وصوره، يندرجون ضمن الفئة المنسية أو المُهملة التي ينحسر عنها الضوء الإعلامي والتوثيقي.. وهنا، يتطلب الأمر من جمعيات النفع العام المعنية بالتراث، الالتفات إلى منتسبيها من رجال الزمن الجميل، سواء من خلال مواقعها الإلكترونية، أم من خلال من حسابات التواصل الاجتماعي خاصتها، كالإنستغرام مثلاً.. بتسليط الضوء على مسيرتهم ومنجزاتهم وآثارهم في المشهد الثقافي التراثي الإماراتي.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/4szwya8v

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"