عادي
المكرمون: مشروعها الثقافي يبني الإنسان

الشارقة تحتفي بأربعة مبدعين مصريين في القاهرة

23:11 مساء
قراءة 4 دقائق
عبدالله العويس ووزيرة الثقافة المصرية ومحمد القصير والمكرمون

القاهرة- الخليج:

برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة؛ شهدت العاصمة المصرية القاهرة النسخة ال 16 من ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي الذي احتفى ب«4» أدباء مصريين، هم: الدكتور محمد حسن عبد الله، والدكتور حسين حمودة، والكاتبة المترجمة سحر التوفيق، والناقد والروائي سيد الوكيل.

يأتي الملتقى تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، بتكريم قامات أدبية أسهمت في خدمة الثقافة العربية المعاصرة، ويحلّ للمرة الخامسة في مصر.

وثمّنت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة المصرية، رئيس المجلس الأعلى للثقافة، جهود صاحب السمو حاكم الشارقة، المتمثلة في دعم الثقافة في كل الدول العربية، مشيرة إلى أن مصر حظيت باهتمام ثقافي واسع من قبل الشارقة على مدار سنوات طويلة، مؤكدة أنه مثلما مصر في قلب صاحب السمو حاكم الشارقة، فإن إمارة الشارقة في قلب كل مصري، جاء ذلك، خلال لقاء جمع الكيلاني مع عبد الله بن محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، ومحمد إبراهيم القصير، مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، قبيل انطلاق وقائع حفل التكريم.

وأثنى عبد الله العويس على جهود وزارة الثقافة المصرية في إنجاح فعاليات الشارقة الثقافية في مصر، مؤكداً أن تعميق الأخوّة العربية في مقدمة مساعي صاحب السمو حاكم الشارقة، من خلال المزيد من العمل الثقافي المثمر.

وأقيم حفل التكريم في المجلس الأعلى للثقافة بحضور عبد الله بن محمد العويس، والدكتورة نيفين الكيلاني، ومحمد إبراهيم القصير، والدكتور هشام عزمي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، والمستشار صالح السعدي ممثل سفارة دولة الإمارات لدى مصر، وجمع كبير من النخب الثقافية والإبداعية والأدبية والأكاديمية، المصرية والعربية، وأهالي المكرمين الأربعة.

أدار فقرات الحفل د. أحمد سراج، مؤكداً في البداية الدور الريادي الذي تقوم به الشارقة للحفاظ على الهوية الثقافية العربية.

وأشار العويس إلى أهمية التعاون الثقافي المشترك، قائلاً: «تتجدد البهجة بتجدد اللقاءات الأخوية، وتتعزز أواصر المحبّة، عندما تكتمل عناصرها التي يتوّجها التواصل العربي والتعاون المشترك؛ وهذا ما يجسده عمق العلاقات التاريخية بين الإمارات ومصر، في ظل قيادة رشيدة تؤمن بأهمية استمرار التواصل العربي في المجالات كافة».

ولفت العويس إلى أن التعاون الثقافي القائم بين وزارة الثقافة المصرية ودائرة الثقافة في الشارقة، يمثّل نموذجاً لمبادئ التعاون الخلّاق، وقال: «ها نحن اليوم نمثل معاً نموذجاً لهذه المبادئ من خلال ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي؛ الذي يهدف إلى تكريم الشخصيات الثقافية العربية التي أثرت الساحة الثقافية المعاصرة بالإبداع في مجال الآداب بحقولها المتعدّدة».

وأشار إلى أن حضور الملتقى في مصر يتجدّد للمرة الخامسة لتكريم كوكبة جديدة من أدباء مصر ممّن أخلصوا لإبداعهم، وأفاضوا بجميل عطائهم ونتاجهم الأدبي المتنوع، حيث نجتمع لتكريم المبدعين: محمد حسن عبد الله، وحسين حموده، وسحر توفيق، وسيّد الوكيل.

ونقل رئيس دائرة الثقافة، تهنئة صاحب السمو حاكم الشارقة للمكرمين، تقديراً لجهودهم وعطاءاتهم المخلصة، ونقل تمنيات سموه بالنجاح والتوفيق.

ارتقاء بالوعي

وألقى هشام عزمي كلمة قال فيها: «ها هي الايام تمر سراعاً، لنعود لنلتقي اليوم مرة أخرى في هذه الاحتفالية المتميزة التي تنعقد في إطارِ مبادرة مُلتقى الشارقة للتكريم الثقافي، التي تشملها الرعاية الكريمة لصاحب السمو حاكم الشارقة».

وأعرب المكرمون الأربعة عن سعادتهم بالتكريم، مؤكدين أن رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة، رؤية شاملة للنهضة الثقافية والإبداعية العربية، تختار للثقافة العربية مكانة مرموقة بين الثقافات الإنسانية، وتبني الإنسان، وتصل الماضي بالحاضر، وترنو في الوقت نفسه إلى المستقبل الأفضل، معتبرين أن الملتقى يُعد اعترافاً وتقديراً لكل مبدع عربي.

وفي بداية كلمته شكر محمد عبد الله، صاحب السمو حاكم الشارقة، صاحب الإبداعات المشهودة في «المسرح»، وأشار إلى أنه تناول بالدراسة والنقد بعض النصوص المسرحية لسموّه، التي استندت على التاريخ طريقاً لتحليل الواقع العربي ونقده، هذا الواقع المتشابك مع أحداث زماننا.

وأعرب سيّد الوكيل عن شكره للحراك الثقافي الذي ترعاه الشارقة، وتحدث عن مسيرته في الكتابة منذ بدايتها في سبعينات القرن الماضي، مسلطاً الضوء على رحلة معرفية مزجت بين الأدب والمسرح، وأسفرت عن ثلاث روايات إلّا أن نهاية الرحلة كانت بالنسبة إليه بمثابة ميلاد لوعي جديد، فبعد مسيرة من السرد القصصي والروائي أسفرت عن سبع أعمال، كما بدأ رحلة جديدة مع النقد، حرص فيها على أن يقدم رؤية جديدة لنجيب محفوظ غير تلك التي رسخت في وعينا منذ الخمسينيات.

وعبّرت المترجمة والأديبة سحر التوفيق عن سعادتها بالتكريم، واستعادت مسيرتها الإبداعية منذ بواكير العمر حتى آخر عمل أدبي صدر لها، مشيرة إلى أنها كانت مغرمة بالقراءة منذ سنّ صغيرة للغاية، قائلة: «كنت أشبه بأولئك الأطفال الذين لا يرفعون أعينهم عن الموبايل، أو شاشات التلفزيون في يومنا هذا. لكن الكتب لم تكن مثاراً لكثير من الانتقاد».

وقال حسين حمودة : «مصادر سعادتي متعددة في هذا التكريم الذي آمل، حقاً أن أكون مستحقاً له، ومن مصادر هذه السعادة أنه يأتي من جهة موقّرة تنطلق، في كل ما تخطط له وتنهض به وتنجزه، من أهداف نبيلة في رعاية الثقافة  والفنون المتنوعة».

في ختام الحفل سلّم العويس والقصير والكيلاني وعزمي، إلى المكرمين الأربعة، شهادات تقديرية ممهورة بتوقيع صاحب السمو حاكم الشارقة، تكريماً لجهودهم في الساحة الثقافية العربية، وصاحب حفل التكريم معرض شمل عدداً من إصدارات دائرة الثقافة بالشارقة.

المكرمون في سطور

* د. محمد حسن عبد الله: ولد عام 1935، ومن مؤلفاته: «الشعلة وصحراء الجليد»، رواية، و«فيل أبيض وحيد» قصة قصيرة، و«حادثة خط الاستواء» مسرحية شعرية، ومن دراساته: «أساطير عابرة للقارات»، و«حرّة قلم»، و«الصورة الفنية في شعر علي الجارم».

* سيد أحمد الوكيل: ولد عام 1951، من مؤلفاته: «أيام هند» مجموعة قصصية، و«للروح غناها»، و«فوق الحياة قليلاً»، رواية، فيما قدّم العديد من الدراسات، ومنها: «مدارات في الأدب والنقد»، و«البنية السردية في قصص سعد مكّاوي»، و«المكان والهوية في الرواية».

 * سحر توفيق: ولدت في 1951، صدر لها: «رحلة السمان»، رواية، و«طعم الزيتون»، رواية، و«جزيرة القرصان»، قصة للأطفال، ومن أعمالها أيضاً: «الترجمة.. قضية المؤلف الثاني»، و«إبداع المرأة بين الواقع والطموح»، و«حدود حرية المترجم».

  • حسين حموده محمد: ولد عام 1955، ومن دراساته: «شجو الطائر.. شدو السرب: قراءة في أعمال يحيى الطاهر عبد الله»، و«الرواية والمدينة: نماذج كتّاب الستينات في مصر»، و«مدينة الجغرافيا.. مدينة الخيال: قراءة في ألف ليلة وليلة».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/65k7zvaf

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"