عادي

يونيفيل: دبابة إسرائيلية قتلت مصوراً لرويترز يمكن التعرف إليه بوضوح

00:55 صباحا
قراءة 3 دقائق
إسطنبول - رويترز
كشف تحقيق للأمم المتحدة أن دبابة إسرائيلية قتلت مصور تلفزيون رويترز عصام عبد الله في لبنان في 13 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بإطلاق قذيفتين من عيار 120 ملليمتراً على مجموعة من «الصحفيين يمكن التعرف إليهم بوضوح» في انتهاك للقانون الدولي.
وقال التحقيق الذي أجرته قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) إن أفرادها لم يسجلوا أي تبادل لإطلاق النار عبر الحدود بين إسرائيل ولبنان لأكثر من 40 دقيقة، قبل أن تفتح دبابة إسرائيلية من طراز «ميركافا» النار.
وقال التقرير: «إطلاق النار على المدنيين، وهم في هذه الحالة صحفيون يمكن التعرف إليهم بوضوح، يشكّل انتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 (لعام 2006) والقانون الدولي». وقال التقرير المؤلف من سبع صفحات بتاريخ 27 فبراير/ شباط الماضي: «تشير التقديرات إلى أنه لم يكن هناك تبادل لإطلاق النار عبر الخط الأزرق وقت وقوع الحادث. ولا يوجد سبب معروف للضربات على الصحفيين».
وبموجب القرار 1701 الذي أُقر لإنهاء الحرب بين إسرائيل و«حزب الله» انتشرت قوات يونيفيل لمراقبة وقف إطلاق النار على طول خط ترسيم الحدود الذي يبلغ طوله 120 كيلومتراً، أو ما يعرف باسم الخط الأزرق، بين إسرائيل ولبنان.
وتسجل يونيفيل، كجزء من مهمتها، انتهاكات وقف إطلاق النار، وتضطلع بالتحقيق في أفظع الحالات.
وإلى جانب مقتل عبد الله، أصابت القذيفتان ستة صحفيين آخرين في مكان الحادث.
ورداً على سؤال حول تقرير «يونيفيل»، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي نير دينار إن «حزب الله» هاجم الجيش الإسرائيلي بالقرب من تجمع هانيتا السكاني في إسرائيل في 13 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ورد الجيش بنيران مدفعية ودبابات للقضاء على التهديد، وتلقى بعد ذلك تقريراً يفيد بأن صحفيين أُصيبوا.
وقال دينار: «جيش إسرائيل يستنكر وقوع أي إصابات في صفوف الأطراف غير ذات الصلة، ولا يطلق النار عمداً على المدنيين، بما في ذلك الصحفيون. جيش إسرائيل يعتبر حرية الصحافة ذات أهمية قصوى مع توضيح أن الوجود في منطقة حرب أمر خطر».
وقال إن آلية تقصي الحقائق والتقييم التابعة لهيئة الأركان العامة، والمسؤولة عن مراجعة الأحداث الاستثنائية، ستواصل التحقيق في الحادث. وبحسب الموقع الإلكتروني للجيش الإسرائيلي، يقدم فريق تقصي الحقائق مراجعاته إلى قسم الشؤون القانونية بالجيش الإسرائيلي الذي يقرر مدى استحقاق الأمر لإجراء تحقيق جنائي.
* صور الحادثة
ودعت رئيسة تحرير رويترز أليساندرا جالوني إسرائيل إلى توضيح كيفية وقوع الهجوم الذي أودى بحياة عبد الله (37 عاماً)، ومحاسبة المسؤولين عنه. وقال شخصان مطلعان إن تقرير «يونيفيل» أُرسل إلى الأمم المتحدة في نيويورك في 28 فبراير/ شباط الماضي، ثم أُرسل إلى الجيشين اللبناني والإسرائيلي.
وقال التقرير في توصياته: «يجب على جيش إسرائيل إجراء تحقيق في الحادث ومراجعة كاملة لإجراءاته حينذاك لتجنب تكراره. يجب على الجيش الإسرائيلي مشاركة يونيفيل في نتائج تحقيقاته».
وجاء في التقرير أن «يونيفيل» أرسلت، في سبيل التحقيق، فريقاً لزيارة الموقع في 14 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وتلقت أيضاً مساهمات من القوات اللبنانية، ومِن شاهِدٍ كان موجوداً على التل وقت وقوع الضربات.
وتفاصيل الحوادث في منطقة عمليات يونيفيل ترد في تقارير دورية يصدرها الأمين العام للأمم المتحدة حول تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701. لكن تحقيقات «يونيفيل» لا يتم نشرها عادة، ولم تتمكن رويترز من تحديد احتمال أن يكون هناك أي متابعة من الأمم المتحدة.
وقال المتحدث باسم «يونيفيل» أندريا تينينتي إنه ليس في وضع يسمح له بمناقشة التحقيق. وتدعم النتائج التي توصلت إليها يونيفيل تحقيقاً أجرته رويترز ونشر في السابع من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وأظهر أن سبعة صحفيين من «فرانس برس» و«رويترز» وغيرها، أصيبوا بقذيفتين عيار 120 ملليمتراً أطلقتهما دبابة على بعد 1.34 كيلومتر في إسرائيل.
وكان الصحفيون يرصدون ويسجلون القصف عبر الحدود من مسافة بعيدة في منطقة مفتوحة على تلة قرب قرية علما الشعب اللبنانية لمدة ساعة تقريباً قبل الهجوم.
وفي اليوم التالي قال الجيش الإسرائيلي إن بحوزته صوراً للحادث ويحقق فيها. ولم ينشر الجيش الإسرائيلي تقريراً عن الحادثة.
وقالت يونيفيل في تقريرها إنها بعثت رسالة واستبياناً إلى جيش إسرائيل تطلب مساعدته. ورد الجيش برسالة لكنه لم يرد على الاستبيان.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/57n3umr3

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"