عادي

باقة ضوء

23:41 مساء
قراءة دقيقتين

أم عمارة تقتص لابنها

قال عمارة: جرحت يوم أحد جرحاً في عضدي اليسرى، ضربني رجل كأنه النخلة العالية ومضى عني ولم يعرج علي، وجعل الدم لا يرقأ، فقال لي رسول الله: أعصب جرحك، فأقبلت أمي ومعها عصائب قد أعدتها للجراح فربطت جرحي والرسول صلوات الله عليه واقف ينظر إليّ، ثم قالت: انهض يا بني فضارب القوم، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ومن يطيق ما تطيقين يا أم عمارة؟ وأقبل الرجل الذي ضربني فقال رسول الله: هذا ضارب ابنك، فاعترضت له فضربت ساقيه فبرك، فرأيت رسول الله يبتسم حتى بدت نواجذه وقال: لقد نلتِ قصاصك يا أم عمارة.

إنها نبوة وليست ملكاً

دخل عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، على الرسول، صلى الله عليه وسلم، فوجده على حصير أثر في جنبيه فقال: يا رسول الله ألا تتخذ فراشاً؟ فقال عليه الصلاة والسلام: «أكسروية يا عمر؟ إنها نبوة وليست ملكاً، ما لي وللدنيا، فما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف، فاستظل تحت شجرة ساعة من النهار ثم راح وتركها».

منتهى السخاء

خرج عبد الله بن جعفر إلى ضيعة له، وفي الطريق نزل على نخيل لقوم يتولى حراسته والعناية به غلام أسود، وأحس الغلام بالجوع فأتى بثلاثة أقراص من الشعير المطحون ليأكل، فدنا منه كلب فرمى إليه قرصاً فأكله، ثم رمى إليه بالقرصين الثاني والثالث فأكلهما وعبد الله ينظر إليه، فقال له: يا غلام كم قوتك كل يوم؟ قال: ما رأيت (أي: الأقراص الثلاثة) قال: لم آثرت الكلب؟ قال الغلام: لأن أرضنا ليست بأرض كلاب، وأظنه قد جاء من مسافة بعيدة جائعاً، فكرهت رده من غير شبع، قال عبد الله: فما كنت صانعاً اليوم؟ قال: أطوي (أي أجوع) يومي هذا، فقال عبد الله بن جعفر: والله إن هذا الغلام لأسخى مني، وبادر عبد الله إلى شراء النخل، كما اشترى الغلام، وأعتقه لوجه الله، ووهبه النخل.

معن وأسراه

كان الأمير معن بن زائدة من أكرم الناس وأشجعهم وأحلمهم، وقد تمكن من أسر عدد من المناهضين للخليفة العباسي، فعرضهم على السيف بعدما قرر قتلهم، فالتفت إليه أحدهم وقال له: «أصلح الله الأمير، لا تجمع علينا بين العطش والجوع ثم القتل، فوالله إن كرم الأمير يبعد عن ذلك». فأمر لهم بطعام وشراب فأكلوا وشربوا، ولما فرغوا من أكلهم قالوا له: «أيها الأمير أطال الله بقاءك، إننا قد كنا أسراك والآن صرنا ضيوفك، فانظر كيف تصنع بضيوفك»، فقال لهم معن: «قد عفوت عنكم» فقال أحدهم: «والله يا أيها الأمير إن عفوك عندنا أشرف من يوم ظفرك بنا»، فأمر لكل واحد منهم بكسوة ومال.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/29bk5sx8

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"