الإمارات وفلسطين والعيد

00:12 صباحا
قراءة 3 دقائق
افتتاحية الخليج

دولة الإمارات معين خير وعطاء لا ينضب، فهو جزء من وجودها وكينونتها، منذ تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أعطى للإنسانية عنواناً واحداً هو الإمارات، حيث رسّخ فيها كل قيم الخير والعطاء والتسامح، وأعطى للإنسان قيمته كإنسان؛ لأن الإنسانية في عرفها ليست ديناً، بل هي رتبة عالية لا يصل إليها كل البشر، لذلك تجاوزت الإمارات في عمل الخير كل الحدود والأديان واللغات والأعراق والألوان، لتطبع العالم بطابع الأخوة الجامعة والإيثار والمحبة والتسامح. فالإنسان أخو الإنسان أينما كان، والإنسان يصبح عظيماً بالقدر الذي يعمل فيه من أجل أخيه الإنسان.

هي إمارات الخير التي أرادها زايد أن تكون في خدمة الإنسان، فلم يترك باباً من أبواب الخير والعطاء إلا فتحه، كي يغيث ملهوفاً ويمسح دمعة يتيم ويعالج مريضاً ويطعم جائعاً، أو يقيم صرحاً للعلم.

واتسع كف الإمارات وامتد ليشمل العالم، من خلال مئات المبادرات والمشاريع الخيرية التي نفذتها وتنفذها في كل القارات من دون تمييز.

أما فلسطين، فمحفورة في القلب والوجدان والضمير؛ لأنها بالنسبة للإمارات قضية القضايا، فهي قضية حق وعدالة وإنسانية، وفوق ذلك هي قضية شعب شقيق تربطها به أواصر الدين واللغة والمصير، تحيق به النوازل والمصائب، ويتعرض لأشرس حرب وعملية إبادة في التاريخ الحديث.

لأن فلسطين تعاني، وشعبها يواجه موجة عاتية من الحقد والعنصرية والتوحش، وبات يعاني الأمّرين، والتشريد وانعدام أبسط مقومات الحياة من طعام ومياه ودواء وحماية، وأصبح على عتبة كارثة إنسانية حقيقية، فقد آلت الإمارات على نفسها، كما هي العادة، أن تتقدم الصفوف تلبية لنداء الواجب الإنساني والقومي والديني في تقديم يد العون للشعب الفلسطيني في قطاع غزة المنكوب، براً وبحراً وجواً، من خلال جسور متواصلة من آلاف أطنان المساعدات الغذائية والطبية المحملة بالشاحنات والبواخر والطائرات، من خلال «عملية الفارس الشهم 3»، وعملية «طيور الخير»، إضافة إلى إقامة مستشفى ميداني في رفح يستقبل المرضى والجرحي، ومحطات تحلية للمياه من أجل توفير مياه شرب نظيفة لأهالي القطاع، واستقبال الإمارات لمئات المرضى والجرحى الذين يحظون بالرعاية اللازمة. ولأن عيد الفطر حلّ في القطاع مع استمرار المأساة ومواصلة عمليات القتل والتدمير، فقد قامت الإمارات بمبادرة تقديم آلاف طرود كسوة العيد التي تم نقلها عبر مطار العريش أو إسقاطها جواً في شمال القطاع، وتحتوي على ملابس وأحذية وألعاب للأطفال ومنتجات متنوعة لكافة أفراد الأسرة.

إن دعم الإمارات للشعب الفلسطيني راسخ وثابت، وهذا ما تؤكده في مختلف المحافل والمنتديات واللقاءات، على كل المستويات، وتدعو إلى وضع حد للمذبحة ووقف مستدام لإطلاق النار، وهذا ما أكدته وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي ريم الهاشمي، يوم أمس، خلال اجتماعها في قبرص مع عدد من المسؤولين بحثت خلاله جهود الاستجابة للأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وتعزيز قنوات وآليات هذه الاستجابة في ضوء الوضع على الأرض عقب استهداف قافلة منظمة المطبخ المركزي العالمي، ما أدى إلى تجميد جهود الإغاثة. وتم خلال المحادثات تأكيد وجوب أن تتحمل إسرائيل المسؤولية التي تفرضها قواعد القانون الدولي الإنساني.

هي إمارات زايد.. إمارات الخير.. وفي الإنسانية تتجلى عظمة الإمارات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2s48pb74

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"