عودة زعبيل

00:13 صباحا
قراءة دقيقتين

مبارك الرصاصي

رغم غيابه الطويل لم يغب عن المشهد، كان حاضراً دائماً في قلوب عشاقه، ورغم خفوت توهجه كان يضيء المكان برموز وتاريخ وإرث ممتد، وإن غابوا عن المنصات كانوا يعودون ويستذكرون أيامهم بأجيال تعاقبت وسطرت الكثير في ملعب «زعبيل»، لم ينحن أمام المنافسين، ولم تعكر صفوه الهزائم المتكررة، موسم ليس ككلّ المواسم، وحكاية ممتعة من التألق والإمتاع، أسست لتبقى ولكي تعود، ويا لها من عودة أمام «العميد» الغريم التقليدي في نهائي كأس رئيس الدولة، حيث السفينة التي عادت لتبحر من جديد، بعد سنوات من التيه والضياع بعيداً عن موانئ الإنجازات والمنصات.

أمام جماهيره المتعطشة ينتهي كل أمل وينتهي كل مشوار، وأمام الفرحة الطاغية ينتهي كل حلم وينتهي كل طموح، لأكثر المدرجات سعادة وحيوية وإبهار، من يسكنها الفرح والمسرات، جماهير لم تأت إلا من أجل الفرح والاحتفال، ومن أجل أعرق وأمجد البطولات، جماهير اعتادت الانتصار بفوز يتبعه فوز، واعتادت أصوات وأهازيج زعبيل، ونغم الوصل ومتعة الوصل ولحن الوصل، المرشح فوق العادة هذه المرة للظفر بثنائية الكأس والدوري.

يستعيد «الفهود» عافيتهم ولونهم الأصفر الفاقع، ويعودون إلى سكة المنصات والألقاب والمكانة التي يستحقون، لأن هناك أسماء لا يحق لها طول الغياب، وكيانات لا ينبغي لها الابتعاد عن الصفوف الأمامية، وجدت لكي تبقى وتستمر في المقدمة، بعد أن اكتشف أفضل مستوياته متوهجاً فيها، لديه ما كان يريد أن يحققه، وميراث يجب عليه أن يستعيده، وجماهير عاشقة يزيد شوقها وتعلقها به كلما زاد ابتعاده، من أنصفهم صبرهم وطول الانتظار، وتعاهدوا بأن يسيروا إلى أبعد نقطة في كل البطولات.

من لم تفرحه قوة واحتدام المنافسة، ودخول أكثر من شريك وعودة كبار القوم، لتمنح اللعبة روحاً جديدة وتبعث الآمال في لقاءات مثيرة، وترفع من حماس الجماهير والزخم الإعلامي الذي يثري المنافسات، فكان للتألق اللافت من الإمبراطور والبريق اللامع هذا الموسم للنصر، جعلت منهما حكاية من حكايات دورينا، ورفعت من سقف وشراسة التحديات في المواسم المقبلة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4a83ssk7

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"