عادي

لماذا أصبحت شجرة الجاكاراندا التاريخية رمز الملكية في البرتغال؟

16:52 مساء
قراءة دقيقتين
لماذا أصبحت شجرة الجاكاراندا التاريخية رمز الملكية في البرتغال؟
لماذا أصبحت شجرة الجاكاراندا التاريخية رمز الملكية في البرتغال؟
لشبونة ـ (أ ف ب)
تعد أشجار الجاكاراندا ذات اللونين الأزرق والبنفسجي رمزاً تاريخياً للملكية في البرتغال، وبعد حوالي أكثر من مئتي عام من استيرادها للبلاد أصبحت تحتل المشهد العام في مدينة لشبونة.
وما إن يحلّ فصل الربيع، حتى تكتسي شوارع لشبونة بلونَي زهرة الجاكاراندا الأزرق والبنفسجي.
والمشهد الذي ترسمه هذه الشجرة التي دخلت البرتغال في القرن التاسع عشر أصبح صورة ملازِمة لاسم عاصمتها، وبمثابة بطاقة بريدية معبّـرة عنها.
وتنتشر الجاكاراندا في كل أنحاء البرتغال، لكنها في الأصل مستوردة من البرازيل، التي كانت إحدى المستعمرات البرتغالية السابقة.
وأُدخلت أشجار الجاكاراندا إلى البرتغال في مطلع القرن التاسع عشر، عندما لجأت العائلة المالكة إلى البرازيل (موطن الشجرة) هرباً من الغزوات الفرنسية.
وخلال غياب الملك، أدى ربط لون هذه الشجرة الأزرق بالنظام الملكي، إلى جَعْلِها وسيلة «لإظهار السلطة الملكية»، وفق ما شرحت هيئة السياحة في لشبونة عبر موقعها الإلكتروني.
وأوضحت آنا لويزا سواريس، مديرة حديقة أجودا النباتية التي زُرِعت فيها أولى هذه الأشجار في لشبونة، أن «الجاكاراندا» انتشرت بفضل فيليكس أفيلار بوتيرو الذي يُعدّ أباً لعلم النبات في البرتغال، والذي «بدأ بعد ذلك بتقديم بذور هذه الشجرة» في كل أنحاء المدينة، ثم وجدت مناخاً مناسباً في لشبونة، وبالتالي ازدهرت وانتشرت بشكل لافت.
وتترأس مهندسة المناظر الطبيعية الحديقة النباتية التي تأسست في القرن الثامن عشر وتضم عدداً كبيراً من الأنواع المتأتية من المستعمرات البرتغالية السابقة في إفريقيا وأمريكا الجنوبية وآسيا.
وقالت المسؤولة في إدارة البيئة في بلدية المدينة آنا جوليا فرانسيسكو: «إنها شجرة قليلة المشاكل. فعمرها طويل، وتزهر دائماً تقريباً، وهي من الأنواع التي تتكيّف بشكل جيد جداً».
وتُواصِل البلدية إلى اليوم زراعة أشجار الجاكاراندا، متجنبةً الأماكن المعرّضة للرياح؛ حيث تواجه صعوبة أكبر في النمو. وتنتشر أشجار الجاكاراندا في الأحياء الأكثر استقطاباً للسياح، كما في ساحة روسيو المرصوفة بالحجارة البيضاء والسوداء في لشبونة القديمة، أو في الشوارع المؤدية إلى دوّار ماركيز بومبال، وهو أهم الساحات الكبرى للعاصمة.
ويُسهم السياح في زيادة شعبية الجاكراندا؛ إذ إنهم في عصر «إنستغرام» وشبكات التواصل الاجتماعي، يهوون التقاط صور لأنفسهم أمام الأشجار المزهرة وأرصفة العاصمة المفروشة بالبتلات الأرجوانية عندما يبدأ تساقطها.
لكنّ الجاكاراندا التي تحظى بإعجاب سكان لشبونة أيضاً، لم تنجُ من بعض الانتقادات بسبب الإزعاج الذي تسببه الزهور المتساقطة على الأرض؛ إذ تتحلل وتتحول مادة لزجة على الأرصفة. وبالتالي، باتت البلدية، عند زراعة أشجار جديدة، تحاول قدر الإمكان تجنب الأماكن التي قد تسبّب إزعاجاً للسكان المحليين. فيما ترى المسؤولة في البلدية آنا جوليا فرانسيسكو أن جمال هذه الأشجار «يستحق تحمّل بعض الإزعاج».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3t5ts8ap

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"