أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن أوكرانيا تتكبد 50 الف جندي قتيل شهرياً، واعتبر أن توقف الغرب عن تقديم المزيد من الاسلحة الى كييف سيعجل بانهاء الحرب، وجدد التأكيد أن موسكو مستعدة للحوار مع القادة الاوروبيين اذا تحلوا بالشجاعة وقدموا مصالحهم الوطنية. وقال إن روسيا لا تهتم بمن يفوز في الانتخابات الامريكية وإنها على قناعة بأن لا تغيير سيكون في السياسة الامريكية بعد الانتخابات.
ففي مؤتمر صحفي موسع عقده بوتين مع ممثلي وكالات الأنباء الدولية في مقر شركة غاز بروم بمدينة سان بطرسبرغ على هامش المنتدى الاقتصادي الدولي، أكد أن خسائر القوات الاوكرانية في العمق لا يمكن إحصاؤها. وأضاف أن الجيش الأوكراني يخسر حوالي 50 ألف جندي شهرياً، وذكر أن لدى روسيا 6465 أسير حرب أوكرانياً.
وقال بوتين إن روسيا لا تهتم بمن يفوز في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، ترامب أم بايدن، وأكد أن لا شيء سيتغير بشكل أساسي في السياسة الأمريكية نحو روسيا بعد الانتخابات. ورأى أنه إذا كانت الإدارة الأمريكية الجديدة مبنية على المصالح الوطنية، من الممكن تغيير نهج واشنطن في التعامل مع العلاقات مع روسيا والصراع في أوكرانيا.
ورأى بوتين أنه من الممكن إيجاد حلول للمسائل القائمة مع القادة ا لأوروبيين إذا شعروا بمزيد من الثقة وامتلكوا الشجاعة للدفاع عن المصالح الوطنية. روسيا تواصل إمداد أوروبا بالغاز عبر أوكرانيا.
وشدد بوتين على أن الذين يؤذون روسيا يجب أن يفهموا أن أفعالهم تضر بهم. وقال إن روسيا يمكنها إرسال أسلحتها بعيدة المدى إلى مناطق في العالم حيث يمكن توجيه ضربات حساسة للدول التي تزود أوكرانيا بالأسلحة. وجدد القول إن إرسال الأسلحة الغربية لأوكرانيا هو مشاركة مباشرة في النزاع.
وقال بوتين إن المدربين الغربيين متواجدون داخل الأراضي الأوكرانية بالفعل وهم يتكبدون خسائر فادحة هناك. وأوضح: «من حيث وجود المستشارين والمدربين الغربيين داخل الأراضي الأوكرانية، هذا أمر واقع ولا شيء جديداً بهذا الصدد، ولسوء حظهم فهم يعانون من خسائر فادحة». وأكد بوتين أن الدول الأوروبية والولايات المتحدة تفضل التكتم على هذا الأمر، تفادياً للإحراج وخشية تأكيد انخراطهم المباشر في الحرب ضد روسيا.
قال الكرملين الخميس إنه سيكون هناك بالتأكيد عواقب على الدول الغربية التي تزود أوكرانيا بأسلحة تضرب بها الأراضي الروسية بشكل مباشر. ورداً على سؤال عما إذا كان الكرملين سيحدد الدول أو المناطق التي قد تزودها روسيا بأسلحة بهذه الطريقة، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف «الرئيس قال بالضبط ما يريد أن يقوله، وهذا تصريح مهم للغاية وشفاف للغاية، تقديم أسلحة لإطلاقها علينا لا يمكن أن يمر بدون عواقب، وهذه العواقب آتية لا محالة».
وتحدث دميتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، والرئيس السابق الخميس بالتفصيل عما تفكر فيه موسكو، قائلاً إن كلمات بوتين تمثل «تغييراً مهماً للغاية» في السياسة الخارجية الروسية. وأضاف «دعوا الولايات المتحدة وحلفاءها يشعروا الآن بالاستخدام المباشر للأسلحة الروسية من أطراف ثالثة. لم يتم ذكر أسماء هؤلاء الأشخاص أو المناطق عمداً، لكن يمكن أن يكونوا أي شخص يعتبر بيندوستان (كلمة روسية مهينة للولايات المتحدة) ورفاقها أعداء».
على صعيد آخر، قال سكرتير مجلس الأمن الروسي، سيرغي شويغو، خلال اجتماع للجنة أمناء مجالس الأمن التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، إن الدول الغربية تستخدم ترسانة كبيرة من الوسائل، منها التدخل المباشر في الشؤون الداخلية للدول لتحويل أوراسيا لساحة للمواجهة الجيوسياسية. وأوضح أن هذه الوسائل تشمل التدخل المباشر في الشؤون الداخلية للدول المستقلة، والضغط السياسي، والابتزاز، والتهديدات، والعقوبات غير القانونية، وغيرها من الأساليب.
من جهته، أكد القائد الأعلى لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوروبا الجنرال كريستوفر كافولي لفرانس برس الخميس أن بلدان الحلف مستعدة للدفاع عن نفسها لكنها تحتاج إلى زيادة إنتاج المعدات العسكرية. وركّز كافولي على تهديد موسكو المستقبلي المحتمل لبلدان الناتو. وأفاد بأن الناتو مستعد للقيام بدفاع إقليمي جماعي.
وأعلن الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ الخميس أن لا خطط للناتو لنشر قوات في أوكرانيا، وقال خلال زيارة لفنلندا: التكتل الدفاعي يريد التزاماً مالياً بعيد الأمد لضمان وقوفنا إلى جانب أوكرانيا مهما استغرق الأمر. ورداً على سؤال بشأن خطر وقوع هجوم روسي على دولة عضو في حلف شمال الأطلسي، أجاب ستولتنبرغ: لا نرى تهديداً عسكرياً وشيكاً ضد أي عضو في الناتو.وقال: الفكرة بوجود نوع من العد التنازلي لحرب قادمة خاطئة.(وكالات)
