التعليم في المستقبل (2)

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

الدراسة التي نشرت في عام 2021م، وأجرتها مؤسسة كافمان، وجاء فيها أن «نحو 40% من الجامعات في الولايات المتحدة ما زالت تعتمد على الطرق التقليدية في التعليم، ما يحد من قدرة الطلاب على مواكبة التطورات التكنولوجية والمهارات المطلوبة في سوق العمل»، توضح أن عملية التطوير والتحديث في بعض المرافق الحياتية المهمة للإنسان، مثل التعليم، تسير ببطء شديد. وإذا كانت هذه الدراسة تتحدث عن نسبة 40% من الجامعات الأمريكية، ما زالت تحافظ على الطرق التقليدية في التعليم، فلكم أن تتخيلوا الواقع في مختلف مؤسسات التعليم في عالمنا العربي، أكاد أجزم بأن تلك النسبة 40% من الجامعات الأمريكية التي يسمى تعليمها تقليدياً، يعد متطوراً وحديثاً، إذا قورن بمخرجات جامعاتنا العربية، أو بطرق التعليم والتدريس، بل إذا قورن بالمواد التعليمية التي يتلقاها الطلاب.

دون شك، أن هذه الحالة توضح بشكل جلي، أن مؤسسات التعليم بشكل عام وشامل، ومنها الجامعات ومختلف المراحل الدراسية، قد حافظت على شكلها منذ عقود طويلة مع البشرية، ولعلنا نحتاج إلى سنوات طويلة لتتم عملية التحديث والتطوير فيها، وما يحدث اليوم، هو تطوير يسير ببطء شديد، لا يتناسب مع واقع العالم وتطور التقنيات وحضور عصر الذكاء الاصطناعي.

والتحديث الذي أشير إليه، يتناول الأنظمة والقوانين، في تلك الجامعات، ويتناول طرق الدراسة والحضور، خاصة أننا في عصر المهارات، وهو ما يعني الحاجة إلى منح شبابنا وفتياتنا فرصاً لاكتساب تلك المهارات من سوق العمل، وأيضاً من المهم جداً، تحديث المواد التي يدرسها الطلاب، لتكون مواكبة ومتماشية مع روح العصر الذي نعيشه، وهذا ما أوصت به دراسة، نشرتها جامعة هارفارد في عام 2020؛ حيث أقرت بضرورة «تطوير مناهج التعليم، وإدراج مواد جديدة تركز على المهارات الرقمية والابتكار التكنولوجي». كما شددت على «أهمية استخدام التقنيات الحديثة في التعليم، كالواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي، لتحسين جودة التعليم وتعزيز تفاعل الطلاب».

الحقيقة أن التعليم هو المفتاح للمستقبل، ومن دون شك، فإننا إذا تمكنا من تطويره، والقفز به ليكون تعليماً قوياً فيه المعرفة والثقافة والمعلومات التي يحتاج إليها الإنسان في هذا العصر، فإننا سنخرج أجيالاً من المبتكرين والمبدعين، ومن دون حركة تطويرية قوية لمختلف المؤسسات التعليمية، لا يمكن المراهنة على النجاح في المستقبل.

[email protected]

www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/22jbs7xv

عن الكاتب

مؤلفة وكاتبة وناشرة، قدمت لمكتبة الطفل عدة قصص، وفي أدب الكبار أنجزت عدة روايات وقصص قصيرة، ونصوص نثرية. حازت على عدة جوائز أدبية.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"