التطرف

00:10 صباحا
قراءة دقيقتين

التطرف حسبما تعرّفه المعاجم هو: (المغالاة السياسية أو الدينية أو المذهبية أو الفكرية، وهو أسلوب خطِر مدمر للفرد أو الجماعة، ومفهوم التطرف في العرف السائد هذا الزمان هو «الغلو في عقيدة أو فكرة أو مذهب أو غيره يختص به دين أو جماعة أو حزب»، وعادة ما يستعمل هذا التعبير، أي التطرف، لوصم الأيديولوجيا السياسية التي تعد بعيدة عن التوجه السياسي للمجتمع.

وبالطبع تعددت التعابير المرادفة لهذه الكلمة، فكان هناك يمين متطرف، ويسار متطرف، ولازمت الكلمة كذلك العديد من التيارات الدينية المختلفة المتشددة في أسلوب تعاملاتها ومعاملاتها مع الفرد والمجتمع.

ما يهمني التنويه به بعد هذا التعريف بمعنى كلمة التطرف وتوصيفها، أن ما يمر أو نمر به هذه الأيام، وما حدث ويحدث في فلسطين، وبالذات غزة حالياً، وما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي من مجازر دعت الكثير من شعوب العالم إلى التظاهر والاحتجاج، مطالبة بوقف هذا االعدوان،الذي هو بكل شكل من أشكاله تطرف شديد يقوده تعصب أعمى، ثم أمر محكمة العدل الدولية إسرائيل بوقف هجومها على رفح وموقف المحكمة الجنائية الدولية، وإدانتها لقادة الاحتلال على ما يقومون به في غزة، بعد دراسة وتحقيق دولي دقيق عبر شخصيات قانونية متخصصة، وذلك نوع من محاولات تحقيق العدالة على هذه الأرض، وردة فعل بعض الدول التي تدعي أنها الدول الحارسة للحرية والعدل والعدالة في العالم، مثل الولايات

المتحدة الأمريكية، وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا، التي استنكرت تلك الإدانة، بل سارع، ممثل أمريكا إلى التصريح بأن لا صلاحية للجنائية الدولية في إصدار أحكام ضد مسؤولين إسرائيليين، وأن هذا القرار «أمر شائن».

هل للتطرف وجه آخر غير ما نراه ونشاهده علناً في غزة ؟، هل ما تقوم به بعض الدول الكبرى النافذة بإمداد طرف على طرف بالسلاح والعتاد لا يعد تطرفاً ؟.

إن ما تمارسه بعض تلك الدول على أرض الواقع هو التطرف بعينه، لغة ومصطلحاً وواقعاً معيشاً، ليس فقط خلال هذه الفترة من الزمن، بل منذ أمد بعيد مهما ادعت بأنها حارسة للديمقراطية والعدالة في العالم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/276a8e7p

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"