عادي
واشنطن تراقب بقلق وتخشى على دعم أوكرانيا ومستقبل «الناتو»

الانتخابات الأوروبية تعزز مواقع اليمين المتطرف وتزلزل فرنسا

01:32 صباحا
قراءة دقيقتين
متظاهرون ضد حزب التجمع الوطني اليميني الفرنسي بساحة الجمهورية في باريس

شهدت الانتخابات الأوروبية صعود تيار اليمين المتطرف في عدد من الدول، محدثة زلزالاً سياسياً في فرنسا لكن من دون الإخلال بالتوازن السياسي في بروكسل، فيما شهدت باريس تظاهرات مناوئة لليمن في أول ردات الفعل على نتائج الانتخابات بعد الانتكاسة المريرة لزعيمي القوتين الرئيسيتين في الاتحاد الأوروبي، المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فيما أعلنت واشنطن أنها تراقب بقلق التحولات الجارية في الاتحاد الأوروبي، وخصوصاً في ما يتعلق بدعم أوكرانيا ومستقبل حلف شمال الأطلسي «الناتو».

وينقسم اليمين المتطرف في البرلمان الأوروبي إلى كتلتين لا يزال تقاربهما غير مؤكد بسبب خلافات كبيرة بينهما، خاصة في ما يتعلق بروسيا. وبينما يتبنّى أعضاء البرلمان الأوروبي تشريعات بالتنسيق مع الدول الأعضاء، يمكن لليمين المتطرف أن يجعل صوته مسموعاً في القضايا الحاسمة مثل الدفاع ضد روسيا التوسعية، والسياسة الزراعية، والهجرة، والهدف المناخي لعام 2040، ومواصلة التدابير البيئية التي يرفضونها بشدة.

وتبقى الغالبية مشكّلة من أحزاب «الائتلاف الكبير» الوسطي الذي يضم اليمين (حزب الشعب الأوروبي)، والاشتراكيين الديمقراطيين، والليبراليين (التجديد)، والذي تحصل عادة في إطاره التسويات في البرلمان الأوروبي.

وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين مساء الأحد أن «حزب الشعب الأوروبي هو أقوى مجموعة سياسية (...) وهذا مهم، سنبني حصناً ضد متطرفي اليسار واليمين، وسنوقفهم».

وفون دير لايين مرشحة لشغل المنصب مجدداً، ويتعين عليها الحصول على موافقة زعماء الدول الأعضاء ثم غالبية أعضاء البرلمان الأوروبي - الذين منحوها ثقتهم في عام 2019 بغالبية ضئيلة للغاية (تسعة أصوات).

كانت رئيسة المفوضية الأوربية قد توددت إلى رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني وحزبها، وقالت إنها ترى فيها شريكاً مناسباً مؤيداً لأوروبا ومؤيداً لأوكرانيا - ما أثار استياء الليبراليين والاشتراكيين وكذلك الخضر.

وشدّدت رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن، بعد يومين من تعرضها لاعتداء في كوبنهاغن، على أن «المخاطر كبيرة»، مشيرة خصوصاً إلى «السلامة والأمن في ظل الحرب في أوروبا» و«تغير المناخ» و«الضغط على حدود أوروبا» و«التغير المناخي» وتأثير «عمالقة التكنولوجيا».

وفي فرنسا، دعت منظمات شبابية أبرزها نقابات طلابية إلى التظاهر ضد اليمين المتطرف في باريس، وانتشرت الدعوة للتظاهر على شبكات التواصل الاجتماعي. وفي ايرلندا وجد رئيس الوزراء الأيرلندي سايمون هاريس نفسه تحت الضغط للدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة للاستفادة من النتيجة الجيدة التي حققها ائتلاف الوسط في الانتخابات الأوروبية والمحلية التي تهيمن عليها قضايا الهجرة.

في الأثناء، يراقب مسؤولو الحكومة الأمريكية عن كثب تداعيات انتخابات البرلمان الأوروبي التي‭‭ ‬‬فازت فيها أحزاب اليمين المتطرف في فرنسا وألمانيا بمقاعد، ويشعرون بالقلق إزاء تأثير ذلك على التحالفات الدولية. وقال مسؤول أمريكي، أمس الاثنين، إن الولايات المتحدة لا تتوقع حدوث أي تغييرات كبيرة في السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، ومن بينها تلك الخاصة بأوكرانيا. وأضاف أن واشنطن تتوقع أن أورسولا فون دير لاين ستتمكن من الاستمرار في منصب رئيسة المفوضية الأوروبية، غير أن مستشاراً ثانياً للرئيس جو بايدن عبّر عن قلقه من أن حزب مارين لوبان اليميني المتطرف في فرنسا قد يتخذ موقفاً أكثر تشككاً إزاء حلف شمال الأطلسي مما يشكل خطراً على حلف مهم يريد بايدن تعزيزه. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4bvt3j58

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"