بين النجاح والفشل

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

مبارك الرصاصي

مع انتهاء الموسم بحلوه ومره، توقفت آهات الملاعب، وسكنت أصوات المدرجات، ليعود إلينا صخب الإدارات والمكاتب، حيث كثيراً ما نشهد مع نهاية النشاط الكروي، تغييرات إدارية لبعض الأندية أو إعادة تشكيل مجالس إداراتها، أو القيام بتعديلات جزئية في عدد من المناصب واللجان، لاسيما وأن نتائج أي فريق يتبعها ارتفاع صدى الجماهير بالنقد والتقييم، والحكم بنجاح أو فشل الإدارة للموسم المنقضي، من خلال نتائج الفريق في المنافسات، وما آل إليه الوضع مع نهاية الموسم.

ويبقى السؤال الأهم الذي علينا إدراكه، هل بإمكاننا الحكم على نجاح عمل الإدارات، من خلال النتائج التي تتحقق في كرة القدم فقط؟، وهل منطقي أن يكون معيارنا هو الفريق الأول فقط؟، وبمن تتغنى الجماهير؟ هل بالإدارة التي وفرت عوامل الفوز بالبطولات أم بغيرها؟.. وهل ستنال تلك الإدارة نصيبها من النقد إذا كانت النتائج محبطة للآمال؟ أم سنبحث لها عن أعذار مختلفة، إذا خرج الفريق خالي الوفاض ولم ترض المحصلة طموح المناصرين؟.

من الظلم أن نحصر ونبني آراءنا في أداء مجالس الإدارات، على ما تؤول إليه نتائج كرة القدم فقط، ومن ثم نبدأ في لوم الإدارة واتهامها بالفشل والتقصير، وإذا ما كان من نجاح وفاز النادي ببطولة نُرجع ذلك إلى حسن تصرف إدارتها، وهو ما يعني ضمنياً أن كرة القدم وحدها تشفع للإدارة أمام جماهيرها، وهذا الأمر قد يكون فيه إجحاف إن قللنا من المجهود الكبير، الذي تبذله الإدارات في مختلف القطاعات والفرق الرياضية الأخرى للنادي، وتحوز على أغلب الألقاب الفردية والجماعية.

هناك أهداف مختلفة في الآمال والطموح عند الأندية الرياضية، وتتفاوت حسب الإمكانات والقدرات سواء البشرية أو المالية، ونجاح أو فشل العمل فيها هو أمر نسبي، وتتدخل فيه عوامل وأمور عديدة داخلية وخارجية، ومثلما تكون الإدارة هي من تقف خلف النجاح، هي كذلك بالضرورة مسؤولة عن أي فشل، وللأسف طريقة تقييمنا لها لا يخضع لمعايير موضوعية، وكثيراً ما نتناوله بشكل عاطفي وبأساليب انفعالية، وبنقد يشكك في النجاح ونقد يُبرر الفشل.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yyca45jr

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"