عادي
خبراء لـ«الخليج»: يسرع الاستدامة الاقتصادية

طلب قوي على حلول وتقنيات الذكاء الاصطناعي في الإمارات

20:27 مساء
قراءة 4 دقائق

دبي: حمدي سعد

رفعت توجهات واستراتيجيات دولة الإمارات لتعزيز الاستدامة في جميع القطاعات والصناعات الطلب على حلول وتقنيات الذكاء الاصطناعي، لاسيما التقنيات المتعلقة بترشيد استخدامات الطاقة واستشعار التغيرات المناخية كإجراء استباقي لتقليل الانبعاثات الضارة، وفقاً لخبراء عاملين في القطاع ل «الخليج».

وافتتح سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، رئيس اللجنة العليا لتكنولوجيا المستقبل والاقتصاد الرقمي، مؤخراً، مجمع «كامبس دبي للذكاء الاصطناعي» ضمن مركز «إنوفيشن هب» في مركز دبي المالي العالمي، ليلبي غايات أجندة دبي الاقتصادي D33، التي تستهدف توليد قيمة اقتصادية جديدة من التحول الرقمي نحو الاقتصاد الجديد، بمتوسط 100 مليار درهم سنوياً سيضيفها لاقتصاد دبي.

فؤاد قريشي

قال فؤاد قريشي، كبير المهندسين والمسؤولين التقنيين في شركة «سنوفليك» العالمية: تعتبر تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية، التي تتضمن آلية مرنة لجمع صور الأقمار الصناعية وبناء نماذج لمراقبة الأرض، إحدى المبادرات الرئيسية الهادفة لتسخير الذكاء الاصطناعي، لتعزيز أجندة الاستدامة في دولة الإمارات. وأضاف، ينبغي أن يعمل صناع القرار بدعم من منصة بيانات حديثة تتمتع بقدرات تخزين البيانات ومعالجتها، بالاعتماد على قدرات الذكاء الاصطناعي لتوفير المعلومات لاتخاذ القرارات المستنيرة في الوقت المناسب.

وأوضح أن توفر منصات البيانات الخاضعة للإدارة الكاملة والقابلة للتطوير رؤى قيمة حول التغيرات البيئية، مثل استخدامات الأراضي، والمخاطر الناجمة عن إزالة الغابات، وانبعاثات الكربون، كما تضمن حوكمة قوية للبيانات التي يتم جمعها واستهلاكها.

ومن خلال دمج بيانات الأقمار الصناعية مع خوارزميات الذكاء الاصطناعي، تتعرّف التحليلات التنبّئِية على آخر الاتجاهات وتحدّد المناطق المعرضة لخطر التدهور البيئي، ويسمح رصد العوامل البيئية في الوقت الحقيقي من خلال الاستشعار عن بعد بالتدخل في الوقت المناسب، وبتفعيل استراتيجيات التكييف وعند القيام بحساب الكربون، من المهم أن نبدأ بقياسات مفصلة وشاملة، وهذا يعني جمع البيانات من مصادر فردية ثم دمجها معاً.

وتابع قريشي: إن التطوير المستمر لنماذج الذكاء الاصطناعي، بناءً على البيانات التفصيلية، ضروري للغاية للتكيف مع التحديات البيئية المتطورة، مما سيعزّز من قدرات صناع القرار، وتمكّنهم من الاستفادة من هذه الأفكار بأفضل صورة لاتخاذ خيارات مستنيرة تعطي الأولوية لأهداف الاستدامة.

  • انبعاثات النقل
إسلام عبدالكريم

وقال إسلام عبدالكريم، المدير العام لشركة يانغو في دول مجلس التعاون الخليجي: أطلقت دولة الإمارات مجموعة من المبادرات الخضراء المبتكرة لمكافحة البصمة البيئية لوسائل النقل بشكل فعال، خاصة أن وسائل النقل تُعتبر مسؤولة عن نحو 24% من انبعاثات الكربون العالمية. وأضاف من المتوقع أن توفّر استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 817 مليون دولار، وأن تخفض 10 ملايين طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وذلك بتوفير وسائل نقل عام مستدامة بحلول عام 2050.

وأشار عبد الكريم إلى أنه وعلى سبيل المثال يأتي مشروع «الحركة في دبي»، الذي أطلقته هيئة الطرق والمواصلات من هذه الجهود وذلك بتسخير الذكاء الاصطناعي لتحليل أنماط التنقل في المدينة، بهدف الارتقاء بعملية صنع القرار في القطاع وتحسين التخطيط كما تهدف هذه المبادرة، إلى تقديم تصوّر واضح لحركات النقل العام وأوقات التنقل وتحليل تأثير هذه الأنماط على كل من المقيمين والسياح على حد سواء.

وأكد أن تسخير الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة لإحداث تحوّل كبير ونقلة نوعية في قطاع النقل من خلال تعزيز الكفاءة وتقليل الانبعاثات وتحسين تجربة المستخدم ككل بات أحد أهم التوجهات العالمية في القطاع، وهو ما تعمل عليه الشركة في الإمارات حالياً عبر أحدث تقنيات تحليلات البيانات والذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، لرسم الخرائط والتوجيه لتحسين تخطيط مسار التنقل. وقال عبد الكريم: تقوم هذه التقنيات بتحليل كميات هائلة من البيانات، بما في ذلك أنماط حركة المرور والتحديثات في الوقت الفعلي، لتحديد الطرق الأكثر كفاءة لتقليل وقت التنقل للركاب وتقليص الاستهلاك غير الضروري للوقود والحدّ من انبعاثات الكربون، مما يزيد من تعزيز النقل المستدام في دولة الإمارات.

  • جمع البيانات
إبراهيم إمام

وقال إبراهيم إمام، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك لشركة «بلانرادار»: إن استخدام الذكاء الاصطناعي يساهم في تعزيز الإنتاجية والكفاءة طوال دورة حياة المشاريع الإنشائية، لتعزيز الاستدامة في الإمارات، حيث تحلل الخوارزميات كميات كبيرة من البيانات من مصادر مختلفة، مثل المشاريع السابقة وتكاليف المواد وتوافر العمالة واتجاهات السوق، لتوقع ميزانيات المشاريع والجداول الزمنية بدقة.

وأضاف: تسهم تقنيات الذكاء الاصطناعي في الأجهزة بجمع البيانات عن استخدام المعدات وإنتاجية العمالة والظروف البيئية، لتحديد الكفاءة والعقبات.

نعمت الجيار

قالت الدكتورة نعمت الجيار، مدير برنامج ماجستير الذكاء الاصطناعي في جامعة هيريوت وات دبي: أدركت دولة الإمارات أهمية الذكاء الاصطناعي باعتباره حجر الأساس لتحقيق أهداف الاستدامة المنشودة، فمن المتوقع أن تساهم ه ذه التكنولوجيا المتقدمة في نمو الناتج المحلي الإجمالي للدولة بنسبة 35% حتى عام 2031، مع تقليل النفقات الحكومية أيضًا بمقدار 50% سنويًا، مما يقلل من عدد المعاملات الورقية ويوفر ملايين ساعات العمل سنويًا. وتهدف استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031 إلى تحسين الأداء الحكومي، وتسريع وتيرة الإنجازات، وخلق بيئات عمل مبتكرة ومنتجة تضمن مستويات عالية من الإنتاجية.

وأضافت الجيار، يؤثر الذكاء الاصطناعي في المحافظة علي البيئة والعديد من مجالات التنمية المستدامة علي المدى القصير والطويل وقد جمع معهد «ماكينزي» نحو 160 دراسة حالة عن تطبيقات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3frh6x6c

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"