عادي
صيفنا قراءة

عائشة عبدالله: التاريخ والفلسفة ركيزتا كل كاتب

15:22 مساء
قراءة 3 دقائق
عائشة عبد الله

الشارقة: علاء الدين محمود

«الصيف فصل الحرية»، هكذا تحدثت القاصة والروائية عائشة عبدالله، عما يعنيه لها موسم الصيف، من حيث إن الإنسان يتخلص فيه من كل التزاماته مع الآخرين، وتجاه العمل، وذلك يمثل فرصة سانحة للقراءة والاطلاع بطريقة فيها الكثير من التركيز، حيث إن الناس في فترة الإجازة الصيفية لا يلتقون كثيراً، ويبقى معظمهم في البيت بعيداً عن الشارع وحركته المستمرة، بالتالي يتسرب إلى المرء الهدوء والسكينة، وينعكس ذلك على هوايته في الاطلاع، وكذلك في الكتابة، حيث تأتي بصورة مختلفة عن بقية المواسم والأيام.

وأوضحت عائشة أن القراءة بالنسبة لها ممارسة تقوم بها في كل المواسم، ولكن، وكما هو معروف فإن صباحات الصيف طويلة نسبياً، ما يتيح وقتاً أطول في الاطلاع على المؤلفات الجديدة، وكذلك إعادة قراءة الكتب القديمة التي قامت بالاطلاع عليها بصورة متعجلة، لذلك تقول إنها تقوم بتأجيل بعض المؤلفات التي تريد أن تقرأها بشكل متعمق لفصل الصيف، الذي يتيح إمكانية الاطلاع بروية وتأمل وتفكير ومحاورة مع الكتاب، وهي مسألة شديدة الأهمية لأنها تعين بشكل أساسي في الكتابة الإبداعية من قصة أو رواية أو خواطر، فهذا النوع من القراءة غير المتعجلة يؤثر في الكاتب ويلهمه بمواضيع جديدة، ومن هذا المنطلق فإن عائشة تدعو جمهور القراء وعشاق الكتب، إلى الاطلاع المتأني العميق.

*توظيف

وتشير عائشة إلى أنها تقوم بقراء أشكال وأنواع مختلفة من المعارف والأدب، ولكنها تركز بصورة كبيرة على كتب الفلسفة والتاريخ، وذلك أمر قد يكون مشتركاً لدى الكثير من الكتاب في مجال الأدب، لأن الفلسفة تشتغل على مستوى المنطق والأفكار، والتاريخ يوفر الحكمة والوقائع القديمة التي تفسر الحاضر، بالتالي فإن كلاً من الفلسفة والتاريخ يكملان بعضهما بعضاً حيث إن الحدث التاريخي وكذلك الأسطورة هما بمثابة عالمين يوظفهما الكاتب، لذلك نجد أن الكثير من الأعمال الروائية الجديدة تطل على التاريخ وتسقطه على الحاضر، وهذا الإسقاط هو نفسه عملية فكرية تأملية، بالتالي هو فعل فلسفي، وكذلك فإن الاطلاع في هذين المجالين أمر مهم للقراء، ومن الضروري الإقبال على قراءة الكتب التاريخية والفلسفية، إلى جانب الأدب وبقية المعارف.

وترى عائشة عبدالله أن الصيف محرض على الإقبال على فن الرواية بشكل أكثر خصوصية، حيث صار فناً يهمين على مشهد القراءة في كل العالم، خاصة أن أشكال الرواية نفسها تعددت وتنوعت بحيث صارت تلبي جميع الأذواق، وذلك الأمر ينطبق أيضاً على القصة القصيرة وبقية الفنون السردية.

وتقرأ عائشة عبدالله خلال هذا الصيف كتابين، يتحدث الأول عن تجربة دولة في النهوض الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، وهو بعنوان «الهند نهضة عملاق آسيوي»، للكاتب ديتمر روذرموند، ويعرض هذا الكتاب خطوات التنمية في الهند منذ الاستقلال سنة 1947، ويقيم القوى التي ساهمت في نمو الدولة، وتلك التي أعاقتها. وعبر عدسة ماضي الهند، يعرض المؤلف تصوراً جديداً عن الهند اليوم، وتقول عائشة: «هذا الكتاب يتناول قضايا شتى عن الهند ما بعد الاستعمار، وكيفية ظهور الأحزاب والقوميات، ويتحدث كذلك عن أزمة الفقر وكيفية الخروج منها»، وتشير إلى أن الكتاب في غاية الأهمية بالنسبة للقراء لأنه يحتشد بالمواضيع التي يجب على الناس معرفتها.

أما الكتاب الثاني في جعبة عائشة، فهو ينتمي إلى الأدب، وهو بعنوان «الآفاق والجذور... فضاءات الأدب اليمني المعاصر... الشعري السردي المسرحي» من تأليف صبري مسلم، وهو يتحدث عن الحراك الأدبي في اليمن، ولأن الحياة الأدبية في اليمن ثرية ومتنوعة، فإن الكتاب يركز على بعض الظواهر الأدبية المهمة التي تنبع من طبيعة المشهد الأدبي في اليمن، ويتوقف عند العديد من الأسماء المؤثرة في سماء الإبداع اليمني، وتؤكد عائشة أهمية هذا الكتاب بالنسبة لجمهور الأدب، حيث إنه يضعهم في قلب مشهد الثقافة والإبداع اليمني.

*لحظة

وتلفت عائشة عبدالله إلى أنها لا تتبع طقوساً معينة في القراءة، بل إن لحظة الاطلاع تداهمها بغتة في أي وقت، حتى إن كانت على متن سيارة أو في الطريق، وهي دائماً ما تكون مستعدة لتلك اللحظة بكتاب يصحبها، وذكرت عائشة أن هذا الصيف لن يكون نشاطاً للقراءة فقط، بل وكذلك للكتابة حيث إنها تشرع في تأليف مجموع قصصية جديدة، إضافة لقصص للأطفال.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ywvk72fs

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"